حين التقى رابين عبد الناصر على الغداء

Picture dated from the 1950s in Cairo of Egyptian president Gamal Abdel Nasser (1918-1970). Army officer, Nasser became dissatisfied with the corruption of the Farouk regime and was involved in the military coup of 1952. He assumed the premiership in 1954 and then presidential powers, deposing his fellow officer, General Mohammed Neguib. Officially elected president in 1956, he nationalized the Suez Canal.
عبد الناصر كان بين مجموعة عسكريين مصريين التقوا الإسرائيليين خلال حصار الفالوجة عام 1948 وفق رواية رابين (غيتي)

روى فيلم وثائقي إسرائيلي عرض لأول مرة في نيويورك الشهر الماضي كيف التقى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحق رابين على الغداء خلال حرب فلسطين 1948 حين كانا ضابطين.

وقد تكشفت تفاصيل ذلك اللقاء في مقابلة مع رابين عام 1994 وكان وقتها رئيسا للوزراء. وهذه التفاصيل هي محور الفيلم الوثائقي الجديد "شالوم رابين" للمخرج عاموس غيتاي، والذي يدورحول ما يعتبره سعي رابين لسلام مع الفلسطينيين.

يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي في الفيلم إن انطباعاته من هذا اللقاء ولدت لديه آمالا كبيرة فيما بعد بشأن العلاقة بين العرب والإسرائيليين عندما أطاح عبد الناصر بالملكية في مصر عام 1952.

ويروي رابين أن الضباط الإسرائيليين دعوا نظراءهم المصريين للقاء بعد أن حاصروا كتيبتهم في الفالوجة. وكان رابين قائدا لقوات "بلماخ".

رابين يحكي
يقول رابين "كان هو (عبد الناصر) برتبة صاغ. وكنت أنا برتبة مقدم. عرضنا عليهم أن يأتوا ويتناولوا طعام الغداء في كيبوتس غات الإسرائيلي وهم جاؤوا".

ويضيف "كان ناصر يجلس إلى جواري. نظر إلى شعار بلماخ وسألني ماذا يعني وشرحت له معناه، ثم قال لي إن الحرب التي نخوضها هي الحرب الخطأ ضد العدو الخطأ في الوقت الخطأ. وأنا أتذكر ذلك لأنه لم يقله لأحد على انفراد".

ويقول رابين أيضا "أعتقد أننا في ذلك الوقت كنا قريبين جدا من السلام. وما حدث حدث وهو ذهب في الاتجاه المعاكس. أظن أن الطريق أطول بكثير مما كنا نتمنى."

ويؤكد عبد الناصر -الذي توفي عام 1970- في يومياته عن الحرب أن ضابطا إسرائيليا اقترب من الفالوجة في سيارة مدرعة رافعا راية بيضاء، وأن الجانبين اتفقا على أن يجتمعا في غات اليوم التالي 11 نوفمبر/تشرين الثاني 1948.

وفي اليوميات التي جمعتها ابنته هدى في كتاب بعنوان "ستون عاما على ثورة يوليو-الأوراق الخاصة" كتب عبد الناصر "قوبلنا مقابلة حسنة. واجتمعنا مع اليهود، وتكلم القائد اليهودي وقال إنه يرغب في أن يمنع سفك الدماء وإن موقفنا ميؤوس منه".

وأضاف أن القائد اليهودي "طلب أن نسلم فاعترض القائد المصري وطلب الانسحاب إلى غزة أو رفح، فمانع اليهود وقالوا إنهم يوافقون على شرط أن يخرج الجيش المصري من كل فلسطين".

ويتابع قائلا "طلبنا إجلاء الجرحى إلى غزة ولكن رفضوا ذلك وقالوا إنهم مستعدون أن يعطونا ما نرغب من الأدوية. وأخيرا خرجنا. وقد قدموا لنا عصير برتقال وبرتقالا وساندويتش وشوكولاتة وملبس (حلوى) وبتي فور وبسكويت." ولم يرد في اليوميات اسم القائد أو رابين.

المصدر : رويترز