"التنوير الإسلامي" يبطل حتمية "صراع الحضارات"

Reenactors perform on the battle field during the first reenactment of 'The French Attack' during the bicentennial celebrations for the Battle of Waterloo, in Braine l'Alleud, Belgium, 19 June 2015. Some 5,000 re-enactors, 300 horses and 100 canons are participating on 19 and 20 June 2015 in the reenactment of the legendary battle in which the Duke of Wellington won a definitive victory over French emperor Napoleon Bonaparte in 1815. EPA/OLIVIER HOSLET FOR EDITORIAL
مشاهد تمثيلية احتفالا بحملات نابليون بونابرت قبل قرنين (الأوروبية)

نشرت مجلة إيكونوميست البريطانية تعريفا مختصرا بكتاب جديد عن الإسلام والدول الإسلامية بعنوان "التنوير الإسلامي"، ويحاول كاتبه إعطاء حجة مضادة لما تم الترويج له عن حتمية "صراع الحضارات".

ويرفض الكاتب كريستوفر بيلايغو ما يقوله بعض المثقفين الغربيين عن أن الإسلام "يخنق تابعيه إما بسبب تعاليمه الجوهرية، أو بسبب إعطاء الفقه الإسلامي في القرن الـ11 ظهره للعقل"، ويقول إن مشاكل العالم الإسلامي تسبب فيها "أعداؤه الغربيون" من الصليبيين والمستعمرين الأوروبيين "الذين أضروا بالوعي الجماعي للمسلمين".

ويصف بيلايغو، وهو صحفي بريطاني تخصص في شؤون الشرق الأوسط، في كتابه -الذي سيصدر في أبريل/نيسان المقبل- كيف كانت للتجربة الأولى للمجتمع المسلم مع الحداثة الغربية قبل مئتي عام نتائج إيجابية، ورأى ذلك أساسا "للأمل" في عدم حدوث "صراع حضارات".

ترحيب واحتضان
وقالت إيكونوميست إن الكاتب نجح في إظهار أن هناك شخصيات إسلامية بارزة رحبت ببعض جوانب الفكر والتكنولوجيا الغربية واحتضنتها بتقدير واضح، وظلت في الوقت نفسه "حسنة الإسلام"، وأورد أمثلة لكتاب، وأطباء، وضباط جيش، وسلاطين من كل من مصر وتركيا وإيران.

واختار الكاتب أسماء بينها المفكر المصري عبد الرحمن الجبرتي (1753-1825) الذي قال عنه إنه أبرز الصدمة التي واجه بها معاصروه وصول حملة نابليون ومعها العلماء والأكاديميون.

وقال الكاتب إن الجبرتي كان يعتقد بأن تفوّق عقيدته سيضمن له النجاح في الحرب "لكن عقله الأمين والذكي كان عليه أن يعترف بقوة نيران الغزاة، وكذلك القوة والفعالية الفكرية التي جاء بها الفرنسيون لدراسة بلاده".

محاكاة
وقال أيضا إن السلطان محمود الثاني (1785-1839) في تركيا كان رد فعله على تصاعد القوة الغربية هو محاكاتها، حيث واجه وأزال القيود الدينية على دراسة الجسم البشري، وأدخل أساليب النظافة والرعاية الصحية والطب في منطقة موبوءة بالطاعون.

وكرس الكاتب فصلين من كتابه لشرح سبب توتر العلاقات بين المسلمين والغربيين في نهاية الأمر، وعزا ذلك إلى أن السياسات الغربية أصبحت أوائل القرن العشرين أكثر طمعا وشراهة وعدائية، خاصة بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، الأمر الذي أثار رد فعل غاضب وساخط في العالم الإسلامي وسط عامة الناس ونخبهم.

وأورد بيلايغو في كتابه كثيرا من القصص المعاصرة ليظهر أنه وفي المجتمع الإسلامي الحالي هناك حراك فكري نشط تشجعه وسائل النقل والاتصالات المتطورة عبر تبادل الأفكار، التي تثير أحيانا ردود فعل عنيفة.

المصدر : إيكونوميست