مؤتمر بالدوحة يناقش إشكالات الترجمة والمثاقفة بين الشعوب

من وقائع الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الترجمة - الدوحة 2017/12/13
المؤتمر ناقش في يومه الأول إشكالات وواقع الترجمة العربية الفرنسية (الجزيرة)

انطلقت الأربعاء بالدوحة أعمال المؤتمر الدولي الرابع عن الترجمة وإشكالات المثاقفة الذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية بمشاركة أكثر من 150 مترجما وأكاديميا من مختلف دول العالم.

وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر الذي يستمر ليومين أكد مدير منتدى العلاقات العربية والدولية الدكتور محمد حامد الأحمري أهمية الترجمة في نشر العلم والثقافة والمعرفة بين الشعوب، محذرا من  الترجمات المتحيزة التي "تخلق واقعا مغايرا لما نعيشه".

وفي يومه الأول ناقش المؤتمر قضايا خاصة بالترجمة، منها إشكالات وواقع الترجمة العربية الفرنسية، والترجمة العربية من اللغات الشرقية (اليابانية والصينية والفارسية والأُردية والمالاوية).
فضلا عن ترجمة المعاني القرآنية إلى اللغة الأردية، وإشكاليات ترجمة الشعر، وعلم الاجتماع وترجمته في اللغة المالاوية.

ففي الجلسة الأولى التي حملت عنوان "إشكالات الترجمة العربية الفرنسية"، عرض المشاركون أبحاثا أدبية ولغوية ثرية في مجال الترجمة العربية الفرنسية، ومن ذلك بحث قدمه مدير مدرسة الملك فهد العليا للترجمة في مدينة طنجة بالمغرب نور الدين الشملالي، تناول فيه مقاربة للصعوبات التي تطرحها ترجمة الأفعال في القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية، وكيفية تحقيق مقاربة ترجمية حتى تؤدي الترجمة المعنى المطلوب والغاية الإعجازية المقصودة.

‪محمد حامد الأحمري حذر من الترجمات المتحيزة‬ (الجزيرة)
‪محمد حامد الأحمري حذر من الترجمات المتحيزة‬ (الجزيرة)

تلا ذلك ورقة بحثية بعنوان "الأدب العربي الحديث المترجم إلى الفرنسية قدمه ريشار جاكمون أستاذ اللغة العربية والأدب الحديث في جامعة إيكس-مرسيليا، استعرض فيه اتجاهات حركة الترجمة الفرنسية للأدب العربي الحديث، من خلال السياق التاريخي والسياسي والثقافي، والمكتسبات التي حققتها وجوانب القصور.

أما فاروق مردم بك، المشرف على دار نشر أكت سود، فقدم بحثا عن سلسلة سندباد التي تعنى بترجمة الأدب العربي إلى اللغة الفرنسية، عرض فيه نتائج الدراسات المهتمة بالترجمات الأدبية من العربية إلى الفرنسية، لافتا إلى أن الظروف الخاصة بفرنسا جعلتها أسبق من بقية الدول الأوروبية في التفاعل مع الترجمة من العربية.

لغات شرقية
وفي الجلسة الثانية التي تناولت إشكالات الترجمة العربية من اللغات الشرقية وإليها (اليابانية والصينية والفارسية والأردية والمالاوية)، تحدث فضل الله فضل الأستاذ في قسم الأدب بكلية اللغة العربية، بالجامعة الإسلامية العالمية بإسلام أباد عن "إشكالات ترجمة المعاني القرآنية غير المباشرة إلى اللغة الأردية.. سورة الضحى نموذجا من خلال أربع ترجمات أردية، لافتا إلى الإشكالات في ترجمة المعاني الكامنة واستيعاب بلاغتها ودلالاتها المعنوية.

وتحدث الباحث الصيني محمد علي عبد السلام (ما خه بين)، عن "قضايا الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الصينية". في حين ركز محمد جواد غانمي من جامعة آزاد الإسلامیة بإیران على "إشکالیات ترجمة الشعر، الترجمة من الفارسیة إلی العربیة نموذجا"، مشيرا إلى مشكلات تعتري هذا الجانب منها اللغوي والثقافي واخرى ترتبط بالعادات والتقاليد والإيقاع الشعري والاستعارة والمحسنات البديعية وغيرها.

أما الباحثة اليابانية كارو ياماماتو فعالجت "قضايا الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة اليابانية"، حيث ركزت على بعض النقاط الصعبة والمثيرة للجدل عند ترجمة النصوص الأدبية، منها على سبيل المثال، اختيار ضمير المتكلم وتأثيره على بناء الشخصية الأدبية، واستخدام الحواشي لتجاوز الفروق الثقافية والاجتماعية.

واهتمت ورقة أخرى قدمها مروان بخاري بن عبد الحميد، المدير التنفيذي لمعهد المقاصد بـ"علم الاجتماع وترجمته في المالاوية.. مقدمة ابن خلدون أنموذجا"، لافتا إلى أن الكتاب يعد أول ما كتب في علم الاجتماع واستفاد منه كثير من العلماء شرقا وغربا.

المصدر : الجزيرة