ترجمة عربية لمرجع فرنسي حول المجتمع الصحراوي

غلاف كتاب فنون وعادات البيضان المغرب

قدم باحثون مغاربة الترجمة العربية لكتاب "فنون وعادات البيضان" لمؤلفته الفرنسية أوديت دي بويغودو (1894-1991) وهو أحد أهم الكتب المرجعية حول ثراء الثقافة الصحراوية ومجتمعات غرب الصحراء.

ترجم الكتاب الباحث المغربي أحمد البشير ضماني، وأصدره مركز الدراسات الصحراوية في الرباط. وتمتد البيضان -التي يرصدها الكتاب- من منطقة الأطلس الصغير في المغرب إلى نهر السنغال، ومن غرب مالي إلى المحيط الأطلسي.

وقال ضماني إن المؤلفة باحثة كبيرة ورحالة وفنانة أعطت كثيرًا لهذه المنطقة، وكشفت ثراء الإنسان في منطقة الصحراء وغنى ثقافته والتي تعود إلى ما قبل الحضارة الغربية، في حين "كان يظن الاستعمار الفرنسي أنه يطأ أرضًا بكرًا بها أناس لا قيمة لهم".

من جهته، اعتبر الشاعر والباحث المغربي حسن نجمي أن الكتاب "وثيقة مهمة جدًا تأتي في وقتها، لأننا أحوج في مقاربتنا لقضية الصحراء ألا ننشغل بالموضوع من الناحية السياسية، حيث إنها تحجب الرؤية".

واعتبر نجمي أن الكتاب يقدم "إطارًا عامًا بالمعنى التاريخي والاجتماعي والإثني لعشائر البيضان، ويقدم رصدًا شاملاً لحياتهم المادية" كما "يقدم ثروة أدبية لمن يهتم بالتراث الشفوي، ويمكن أن نقرأ فيه نوعًا من أدب الرحلة".

وتبعت بويغودو خطى عشائر البيضان وكانت تعاين بنفسها وتكتب وتنقل شهادات ورسومات، وعاشت التجربة كباحثة في "علم الإنسان". ويعتبر مؤلفها من أهم المراجع حول "الثقافة الحسانية" (قبائل بني حسان) ويضم رسومات لم يسبق نشرها لأعمال من الجلد والخشب والمعادن والأدوات واللعب.

ويضم الكتاب مقالات حول عالم "البيضان" نشرتها المؤلفة بين عامي 1968 و1980 في مجلة "هسبيريس تامودا" الصادرة عن كلية الآداب في الرباط.

وعاشت المؤلفة بالمغرب بين عامي 1939 و1960 حيث تنقلت بين وظائف عديدة بالإذاعة المغربية، ووزارة الإعلام والمتحف الأثري في الرباط. وولدت عام 1894 بمنطقة بروتاني في فرنسا، وتوفيت بالرباط عام 1991.

المصدر : وكالة الأناضول