رواية "سيدات الحواس الخمس" جديد جلال برجس

غلاف رواية سيدة الحواس الخمس للكاتب الأردني جلال برجس

في روايته الثالثة "سيدات الحواس الخمس" الصادرة حديثا في بيروت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يسائل الروائي الأردني جلال برجس سرديا حواس الإنسان عن الوعي الاستشرافي الذي يفترض أن يتحلى به كل إنسان حتى يتسنى له تخطي الكثير مما قد يوجد في طريق الحياة.

ففي عالم مضطرب باتت فيه مواجهة المستقبل مرهونة بمدى القدرة على الحدس، يشيّد سراج عز الدين (الشخصية الرئيسية) في أعلى منطقة من جبل اللويبدة غاليري الحواس الخمس على هيئة امرأة، مقابل مجموعة سليمان الطالع التجارية التي تقع في آخر طابق من إحدى بنايات بوليفارد العبدلي، كإشارة مهمة على دور المرأة في الحياة، والذي بات يتراجع ويهدد بفعل مفاهيم طارئة.

تتألف "سيدات الحواس الخمس" من ستة فصول، كل فصل اتكأ على حاسة وامرأة. فشكلت تلك الهندسة الروائية حاضن الرواية ومعمارها الذي اتسع إلى ما يفوق عشر شخصيات رئيسية، تأخذ هي واللغة والخيال والحدث وعنصر التشويق القريب من التوتير البوليسي على عاتقها سرد حكاية فنان تشكيلي أردني يدعى سراج عز الدين، يخسر كل أحلامه أمام مطامع الطبقة الفاسدة من الساسة ورجال الأعمال التي تشكلت مؤخرا.

تميز سراج عز الدين باستثنائية حواسه الخمس التي يتساءل حائرا أمامها بعد أن فقد الدفء في وطنه، ومع زوجته التي لا يرى فرقا بينها وبين الوطن، قائلا: "لماذا لم يكن لحواسي القدرة على التنبؤ مسبقا بما حدث لي؟".

يهاجر سراج عز الدين بعد حدث صادم -يُكشف في نهاية الرواية- إلى أميركا التي يصلها صباح 11 سبتمبر/أيلول 2001، فيشهد حادثة تفجير برجي التجارة العالميين في نيويورك، فيغادرها عائدا إلى عمّان عام 2010، في إشارة واضحة لإشكالية المرحلة التي تقع ما بين هذين التاريخين، وذهابها إلى ما بعدهما.

تدور مجمل أحداث الرواية -إلى جانب أميركا- في عمّان وخاصة في جبل اللويبدة، حيث تأتي الطاقة التخييلية للغوص في الواقع والخروج عليه؛ إذ يتتبع جلال برجس في هذه الرواية أثر التغيرات العالمية على الإنسان والمكان العربيين، وما حل بهما، منتهيا -رغم المصائر الغريبة- إلى نتيجة تعلي من قيمة الجمال أمام كل السواد الذي بات يشوه وجه الإنسانية.

يذكر أن الروائي جلال برجس حاصل على جائزة كتارا للرواية العربية 2015 عن روايته "أفاعي النار/حكاية العاشق علي بن محمود القصاد"، وجائزة رفقة دودين للإبداع السردي عن روايته "مقصلة الحالم" (2014)، وجائزة روكس بن زائد العزيزي عن مجموعته القصصية "الزلزال" (2012)؛ وصدر له في الشعر ديوانان هم "كأي غصن على شجر" و"قمر بلا منازل".

المصدر : الجزيرة