أكاديمي تونسي يدعو لاستعادة روح الربيع العربي

غلاف كتاب ليبيا التي رأيت للتونسي المنصف وناس

يدعو عالم الاجتماع التونسي المنصف ونّاس إلى "ثورة توافقية جديدة" تعيد إلى ثورات "الربيع العربي" روحها وتحاصر التدخل الخارجي في المنطقة وتحقق التغيير العميق الذي تطالب به المجتمعات العربية.

وفي كتابه الصادر مؤخرا في تونس تحت عنوان "ليبيا التي رأيت، ليبيا التي أرى، محنة بلد" يعتبر وناس أن تحقيق الاستقرار وإعادة بناء ليبيا وترسيخ الدولة هي مشاريع مشروطة بتحقيق المصالحة الشاملة بين الفئات والقبائل والجهات في الدولة الجارة لبلاده.

ويرى وناس أن "التوافق حصن ثقافي وسياسي ومدني وأخلاقي ضد التطرف، خاصة ضد العنف السياسي، وتلك هي أبرز فضيلة من فضائل التوافق الذي لا بديل عنه في أي مجتمع كان، خاصة في مجتمع يعيش أزمة بنيوية عميقة منذ حوالي عقود خمسة، مثل المجتمع الليبي".

ويرى عالم الاجتماع التونسي أن المجتمع الليبي بكل مكوناته السياسية والاجتماعية -خاصة القبلية- يحتاج إلى استكشاف كل السبل التي تفضي إلى الحوار، و"دون ذلك تضيع فرص المجتمع الليبي في الخروج من الأزمة".

ويستخلص وناس جملة من العبر من الحالة الليبية الراهنة يمكن تعميمها على بقية المجتمعات العربية، ومن خلاصات التجربة الليبية هو أنه على الشعوب أن تأخذ مصيرها بيدها، وأن تتحمل كلفة أي تغيير سياسي واجتماعي، لا أن تنتظر الخلاص من منقذ خارجي.

ويضيف قاعدة ثانية وهي أنه حتى وإن كانت الانتفاضات عنيفة ومسلحة فمن المفيد الإبقاء على الباب مفتوحا أمام الحل السياسي السلمي.

وينبه إلى درس آخر مستخلص من ليبيا، وهو أن تغيير النظم الاستبدادية مهم في حد ذاته، "ولكن الأهم من كل ذلك هو إيجاد البدائل التي تضمن الاستقرار".

وانطلاقا من الدرس الليبي ينتهي وناس في كتابه لمراجعة مسار ثورات الربيع العربي فيؤكد أنه "ربما كان ضروريا إيجاد ثورة توافقية جديدة تنبني على تفاهم واسع بين الأحزاب والجامعات والنخب السياسية، وتعيد للانتفاضات روحها، وتحاصر التدخل الخارجي، وتوجد التغيير العميق الذي طالبت به المجتمعات العربية".

ويعد وناس -وهو أستاذ جامعي ومدير مركز البحوث والدراسات الاجتماعية والاقتصادية (حكومي)- من أبرز الباحثين المختصين في الشأن الليبي، وقضى سنوات خلال تسعينيات القرن الماضي في ليبيا يدرس المجتمع ميدانيا، وله دراسات وكتب منشورة عن ذلك البلد.

المصدر : وكالة الأناضول