كتارا تحول "مملكة الفراشة" لمسرحية "الحرب الصامتة"

لقطة من مسرحية "الحرب الصامتة" على خشبة دار الأوبرا بكتارا
رواية "مملكة الفراشة" تضمنت كافة العناصر التي تجعلها عملا دراميا (الجزيرة)

ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان كتارا للرواية العربية في العاصمة القطرية الدوحة، سيتم يوم الخميس عرض مسرحية "الحرب الصامتة" المقتبسة من رواية "مملكة الفراشة" للروائي الجزائري واسيني الأعرج، الفائزة بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الأولى عام 2015.

و"الحرب الصامتة" هي تلك الفترة التي تلت عشرية الحرب الأهلية بالجزائر، وتعالج الأزمة الوجودية الناجمة عن سنوات الدم في بلد "المليون شهيد"، وتتبدى هذه الحرب في مظاهر متعددة، أغلبها مرتبط باستثمار السلطة حالة الخوف والفوضى من أجل مصالح شخصية واقتصادية معينة.

تحكي الرواية/المسرحية عن فتاة صيدلانية مثقفة، مدمنة على قراءة الروايات، لكنها أصيبت بإدمان العالم الافتراضي، ومواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدًا فيسبوك، الذي تحول إلى ما يشبه المَخرج أو المخبأ لجيل وشريحة اجتماعية واسعة من الشباب، المحاصَر بالظروف السياسية والاقتصادية السيئة.

وتنتقل المسرحية من فضاءات فردية مرتبطة ببطلة الرواية إلى فضاء الأسرة، وما حدث لهذه الأسرة بسبب الحربين الأهلية والصامتة، من تدمير أخلاقي ونفسي ممنهج، وتتطرق إلى الفضاءات السياسية والاجتماعية أيضًا، والعديد من الظواهر الخطيرة التي انتشرت حينها.

وحول فكرة المسرحية، قال المشرف العام على جائزة كتارا خالد عبد الرحيم السيد "كانت هناك تجارب عربية سابقة لتحويل الروايات لأعمال مسرحية ناجحة، مثل أعمال نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وغسان كنفاني. ومع مضي الوقت، حدث نوع من الركود في المسرح على مستوى الوطن العربي، وكان لا بد من تزاوج الأجناس المختلفة في الفنون والأدب، كي تدعم الرواية المسرحية مرة أخرى، ولكن بشكل مختلف".

ويضيف السيد أنه "ليس عبثا أن يكون المسرح، وهو أبو الفنون، نمطًا يتسع لاحتواء الفنون الأخرى، وليس جديدًا أن يتداخل جنسان من الأجناس الأدبية والفنية المختلفة؛ فالرواية هي الأساس في كل حكاية، وتحويل الروايات إلى أعمال مسرحية سيسهم -بلا شك- في دفع وتنشيط الحركة المسرحية على كل المستويات؛ ومن هنا جاءت فكرة تحويل رواية "مملكة الفراشة" إلى مسرحية".

وفي هذا الصدد، يقول المؤلف المسرحي طالب الدوس الذي أعد رواية "مملكة الفراشة" للمسرح، "إن تحويل رواية طويلة إلى عمل درامي -لا تتجاوز مدته ساعة من الزمن- حالة تشبه ولادة الأم مولودًا جديدًا يحمل صفات جينية ووراثية".

ويؤكد الدوس أن الجنس الأدبي الواحد له حالات يكون فيها قادرًا على التعبير، وحالات يعجز فيها عن ذلك، ولا يؤدي الغرض المطلوب. لكن واسيني الأعرج عمل في روايته التجريدية على تطويع الشخصيات، مما خلق نوعًا من التفاعل وحالة من التماهي؛ جعلا "مملكة الفراشة" قادرة على أن تحول نفسها إلى أجناس أدبية أخرى، وهو عمل يمكن أن يعتمد عليه ليؤرخ مسرحيًا لتلك الحقبة.

ويؤدي أدوار هذا العمل المسرحي الفنانون: فالح فايز، ومحمد أنور، وأمينة الوكيلي، وناتاشا، وعبد الله البكري، وهبة لطفي، ويتولى الإخراج والسينوغرافيا الفنان ناصر عبد الرضا، وأبدع الموسيقى طلال الصديقي، وقام بإدارة الإنتاج حمد عبد الرضا، والإشراف الفني سامر جبر، وتولى الإشراف العام خالد عبد الرحيم السيد.

المصدر : الجزيرة