كازو إيشيغورو.. الواقعي المغري والمربك

Author Kazuo Ishiguro speaks to the media outside his home, following the announcement that he has won the Nobel Prize for Literature, in London, Britain October 5, 2017. REUTERS/Toby Melville
الكاتب البريطاني كازو إيشيغورو أصدر سبع روايات خلال 35 عاما (رويترز)

وصفت صحيفة وول ستريت جورنال الكاتب البريطاني المتوج بجائزة نوبل للآداب كازو إيشيغورو بالواقعي المربك وقالت إنه على مدى 35 عاما من الإبداع ظل يفتن قراءه ويربكهم أحيانا بتناوله الهادئ للصدمات الإنسانية.

ونقلت الصحيفة عن إيشيغورو المولود في اليابان عام 1954 والذي انتقل للعيش في بريطانيا وهو في ربيعه الخامس قوله إنه ترعرع في جنوب شرق بريطانيا وهو مسكون بصورة بلده الأصلي الذي تربطه به صلات عاطفية قوية.

ورغم تلك الوشائج القوية فإن أعماله الأدبية تظل مسكونة بأسئلة الفقد والانتماء وهشاشة الانتماء القومي والهويات الشخصية. وتتناول روايته الأولى "رؤية شاحبة للتلال" (1982) قصة الاختلال الثقافي في اليابان بعد الحرب وذلك من خلال امرأة يابانية تعيش في بريطانيا.

وعاد إيشيغورو للموضوع نفسه في روايته الثانية التي تحمل عنوان "فنان العالم العائم" (1986) من خلال قصة فنان تشكيلي انتعش مساره الإبداعي في مرحلة ما قبل الحرب وعبر تأملات ذلك الفنان حول التحولات العميقة التي شهدها المجتمع الياباني.

بفضل تلك الرواية حاز إيشيغورو على "جائزة وايتبريد" الأدبية البريطانية، لكن روايته الثالثة "بقايا الأيام" (1989) هي التي ستضع اسمه على خريطة الأدب العالمي حيث فازت بجائزة البوكر مان وجرى نقلها إلى عمل سينمائي لعب فيه دور البطولة أنتوني هوبكنز.

وتنقل الرواية القارئ إلى سنوات الخمسينيات من القرن الماضي من خلال قصة رئيس خدم يعمل في قصر اللورد البريطاني دارلنغتون ذي النزعات النازية وما شاب حياته من تنازلات ومواءمات بين الإكراهات المهنية والأسئلة الأخلاقية.

ولدى إعلان فوز إيشيغورو بجائزة نوبل للآداب قالت سارة دانييس أمينة سر الأكاديمية السويدية وهي الجهة المانحة للجائزة، إن رواية "بقايا الأيام" تبدأ بإيقاع يشبه أعمال الروائي البريطاني بيلهام ودهاوس وتنتهي بلمسة من عالم الكاتب التشيكي فرانز كافكا.

لكن الكاتبة البريطانية إليزابيث لوري ترى في مقالها بالصحيفة الأميركية أن الأمر ليس كذلك وأن الرواية تحمل بصمة الواقعية الخاصة بالكاتب وهي واقعية مربكة تنبني على المفارقة بين المظهر السطحي البسيط للأمور وما تنطوي عليه من معان مربكة ومغرية.

ولاحظت لوري أن إيشيغورو (62 عاما) ليس غزيز الإنتاج، لكنه وضع لنفسه إيقاعا في الإبداع بحيث بات يصدر تقريبا رواية كل خمس سنوات وهو ما يعني أن أمامه الوقت الكافي لمزيد من التأليف.

وبالنظر إلى مفهوم الزمن، تلاحظ صحيفة غارديان أن روايات إيشيغورو تعالج الموضوع بطريقة خاصة تنقل القارئ إلى الماضي من خلال ذاكرة الأبطال بشكل يمزج بين قصصهم الشخصية والذاكرة الجماعية والتاريخية.

المصدر : غارديان + وول ستريت جورنال