"ثوار القصبة".. فيلم عن الثورة الجزائرية بنفس عثماني

المشاء - الجزائر.. القصبة.. القصبة
اليونسكو صنفت "القصبة" بالجزائر ضمن التراث الإنساني العالمي عام 1992 (الجزيرة)

يتناول الفيلم الوثائقي "ثوار القصبة"، الذي عرض أمس في الجزائر، ظروف مقتل أربعة محاربين جزائريين داخل منزل بحي تم تشييده في العهد العثماني (1518-1830) بالعاصمة الجزائر، إبّان الثورة التحريرية ضد المستعمر الفرنسي (1954-1962).

ويتطرق الفيلم الذي أخرجه مراد أوزناجي، إلى واحد من الأعمال الفدائية التي تبقى راسخة في أذهان الجزائريين وتؤرخ لبطولات الشعب الجزائري وتضحياته ضد الاستعمار الفرنسي حسب المخرج.

ويرصد العمل (52 دقيقة) ظروف مقتل أربعة ثوار بعد تفجير الجيش الفرنسي لمنزلهم وهم: علي لابوانت (ولد في 14 مايو/أيار 1930)، محمود بوحاميدي، وعمر ياسف، المدعو عمر الصغير (ولد بالقصبة بالعاصمة الجزائر عام 1945)، وحسيبة بن بوعلي (ولدت في 18 يناير/كانون الثاني بولاية الشلف غرب البلاد).

وفجر الجيش الفرنسي منزل الفدائيين الأربعة في 8 أكتوبر/تشرين الأول عام 1957، بالمنزل رقم 5 شارع كانون بالقصبة، وهو حي عثماني عريق شيّد بالعاصمة الجزائرية في القرن الـ16 بين عامي 1516 و1592، ليكون مقرا للحاكم العثماني، وقاعدة عسكرية مهمتها الدفاع عن الجزائر.

ويأتي عرض الوثائقي بمناسبة الذكرى الستين لاستشهاد الثوار الأربعة (8 أكتوبر/تشرين الأول 1957). واستغرق إنجاز الفيلم سنتين ونصف السنة، جرى خلالها تسجيل 18 شهادة مع أفراد من عائلات الشهداء الضحايا، ومتخصصين ومؤرخين وإعلاميين.

وانطلق تصوير الفيلم من الطفل عمر الصغير، لإبراز العلاقة بين الطفل والثورة، لكن صعوبات واجهت المخرج في تسجيل الشهادات المتعلقة به اضطرته لتحويل الموضوع من الحديث عن شهيد إلى الحديث عن الشهداء الأربعة.

ويسلط المخرج كاميراته على كل واحد من الأبطال الأربعة بداية من بوحاميدي الذي احتضن منزله الأبطال الأربعة لمدة ستة أشهر دون أن يصل إليهم الفرنسيون، وحسيبة بن بوعلي رمز لنضال المرأة الجزائرية، وعلي لابوانت، الشاب الذي قاوم الاستعمار بشدّة، حيث رفض تسليم نفسه للمستعمر، وكذلك عمر الصغير (عمره 13 سنة وقتها) صاحب الدور الكبير في نقل المعلومات إلى الثوار.

المصدر : وكالة الأناضول