عرض مسرحي سوري على تخوم الوطن بلبنان

"سفينة الحب" مسرحية تعكس تفاصيل سورية مأساوية
أعمال مسرحية كثيرة تناولت المأساة السورية من زوايا مختلفة وعرضت في بلدان عربية وأجنبية (الجزيرة)

تُعرَض حاليا في لبنان مسرحية سورية بعنوان "بينما كنت أنتظر"، تتناول الحرب السورية من خلال مأساة إحدى العائلات، وذلك في أقرب نقطة يمكن أن تتاح فيها للعرض الجماهيري بمحيط الوطن بعد عرضها في أوروبا والولايات المتحدة.

والمسرحية مأخوذة عن قصة واقعية للشاب تيم الذي عُثر عليه فاقدا الوعي نتيجة تعرضه للضرب قرب مستشفى في دمشق عام 2013، لكن ملابسات إصابته ووفاته لاحقا تبقى غير واضحة.

وفي المسرحية تظل روح الشاب وهو في حالة غيبوبة متأرجحة بين الحياة والموت، بينما يشعر الأهل بالخوف في ظل غياب الإجابات. ويجسد وضعه المعلق حال السوريين جميعا -سواء في الداخل أو الخارج- الذين ينتظرون ما ستسفر عنه الحرب.

ويقول مخرج المسرحية عمر أبو سعدة إن هذا العرض يحكي عن جيل محدد كان نشيطا للغاية في بداية 2011، وكان فعالا ومشاركا في الثورة، وأشار إلى أن "الغيبوبة هي شغلة استعارية".

وأضاف أن علاقة السوريين بالموت والحياة أصبحت مختلفة بعد 2011، وأن "معظم الناس فقدوا أقارب لهم بطرق مختلفة منها الموت والسفر والسجن.. هذا تغيير إنساني ضخم ليس تجربة صغيرة. كل السوريين اليوم يتشاركون تجربة الفقدان أو الخسارة".

وقدمت المسرحية عرضها الأول في بروكسل عام 2016، ومنذ ذلك الحين تنقلت بين فرنسا والولايات المتحدة واليابان وأماكن أخرى.

وقال أعضاء العرض المسرحي -وعددهم ستة- إنهم لم يستطيعوا التجمع في أي مكان بالدول العربية للقيام بالاستعدادات (البروفات) بسبب قيود منح تأشيرات الدخول للسوريين.

واضطر مؤلف العمل محمد العطار -الذي عاش سابقا في لبنان- إلى مغادرة بيروت في 2015، عندما فرضت الحكومة اللبنانية قيودا مشددة على السوريين في البلاد، لكنه يقول إن اضطراره لمغادرة لبنان ساعده على رؤية الحرب بشكل مختلف.

وعمل العطار من قبل في بيروت مع المخرج أبو سعدة على عمل مأخوذ من الأسطورة اليونانية أنتيغون التي قدمتها مجموعة من اللاجئين جميعهم من النساء.

المصدر : رويترز