مدائن صالح.. موطن قوم ثمود وعاصمة الأنباط الثانية

تقع دار الحجر، أو كما اشتهرت بمدائن صالح، شمال غربي المملكة العربية السعودية، بين المدينة المنورة وتبوك، على بعد 22 كيلومترا شمال محافظة العلا، ووجدت فيها آثار من فترة ما قبل التاريخ، وأخرى لحضارات متعاقبة تؤكد أهميتها التاريخية.

وفي عام 2008 سُجل الموقع ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، ليصبح بذلك أول موقع أثري يتم تسجيله في السعودية.

وفي "الحجر"، التي تعد أحد أشهر المواقع الأثرية عالميا، تنوعت النقوش الكتابية بين العربية الجنوبية واللحيانية والثمودية والنبطية واللاتينية والإسلامية، في مضامين تذكارية وتأسيسية ودينية ونقوش ملكية.

ومنذ عصرِ ما قبل التاريخ، كانت هذه المواقع عاصمة لحضارات متعاقبة منذ ما قبل الميلاد وحتى القرن العشرين، لم تفقد خلالها مدائن صالح أهميتها التاريخية والجغرافية كطريق تجارية ودينية.

وورد ذكر "الحجر" في القرآن الكريم على أنها موطن قوم ثمود، الذين عقروا الناقة التي أرسلها الله لهم آية فأهلكهم بالصيحة.

وأنشأ العرب الأنباط فيها حضارة مبهرة ومبكرة في التاريخ، فعلى ضفاف وادي القُرى استوطن الأنباط الحِجر في القرن الأول قبل الميلاد، وأسسوا حضارة عربية من أعظم حضارات العالم القديم.

وتضم منطقة الحجر 153 واجهة صخرية منحوتة، كأكبر مستوطنة جنوبية لمملكة الأنباط وعاصمتهم الثانية بعد البتراء في الأردن.

ويتجلى في الآثار الباقية أن الأنباط يبنون قبورهم كما يبنون قصورهم، في إتقان وفخامة، بما يؤشر إلى الثراء وعلو المرتبة الاجتماعية، ومن أجل ذلك جلبوا أمهر المهندسين والحرفيين الذين تفننوا في نحت رموزهم الدينية.  

وتضم مدائن صالح عددا من الآثار الإسلامية، متمثلة في بعض القلاع وبقايا خط سكة حديد الحجاز، التي تمتد 13 كيلومترا، وكذلك المحطة والقاطرات. 

المصدر : الجزيرة