روسيا والشرق الأوسط.. جردة حساب في كتاب

غلاف روسيا والشرق الأوسط

صدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة كتاب جديد بعنوان "روسيا والشرق الأوسط بعد الحرب الباردة.. فرص وتحديات" انطلق فيها المؤلف -وهو الأكاديمي العراقي كاظم هاشم نعمة- من افتراضات عدة في معالجته للعلاقات الروسية الشرق أوسطية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.

ومن تلك الفرضيات أنّ النفعية الواقعية الهجومية الدفاعية هي الدافع الرئيس لحركة السياسة الخارجية الروسية بعد الحرب الباردة، وأن التحولات الجذرية في الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط تؤثر بدورها في صوغ السياسة الخارجية لموسكو.

ويرصد الكاتب في الفصول الثلاثة الأولى مكانة روسيا في المشهد العالمي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وما عاشته من تخبط وإهمال في عهد بوريس يلتسين قبل أن يضعها الرئيس فلاديمير بوتين على سكة "السياسة الناشطة" حيث عادت روسيا لترى نفسها خليفة الاتحاد السوفياتي لا ركامه.

تحديات عربية
وفي الفصل الرابع، وعنوانه "تحديات عربية لأمن روسيا" يرصد الكاتب قناعة صنّاع القرار الروس أنّ الغرب يستخدم الظاهرة الإسلاموية لإضعاف روسيا وتفكيك فدراليتها، وأنّ السياسة الأميركية تقف وراء تفشي هذه الظاهرة، وأنّ الغرب يتعامل معها بطريقة انتقائية توجهها أجندة جيوسياسية تستهدف أمن روسيا.

وبخصوص الصراع العربي الإسرائيلي، يرصد نعمة تحولات موقف موسكو من هذا الصراع إلى أن أصبح الروس ينادون بالحل السلمي، و"يسمونه بديلًا إستراتيجيًا بعدما أقرّه العرب في مبادرتهم الجماعية، وحصل على التأييد الدولي".

في الفصل السادس بعنوان "روسيا والربيع العربي.. خصوصية الحالة السورية" أتاحت الأزمة السورية لروسيا فرصة كي تعزّز موقفها التفاوضي في السعي الجدّي إلى صوغ قواعد جديدة للعبة الدولية. وفي الفصل الأخير، يفكك نعمة "مثلث روسيا إيران تركيا" وما يشوبه من شراكات وتنازلات وموجهات وتحديات واستقطابات.

ويدعو الكاتب الدول العربية لانتهاج سياسة موحدة تجاه روسيا تقوم على مصالح الأمن القومي العربي ولا تبقى وظيفةً في العلاقات العربية الأميركية الغربية، ويشدد على ضرورة الحوار مع روسيا في قضايا النظام الدولي ودور الأمم المتحدة، والتطلع إلى نسق جديد من العلاقات بعد تسوية البرنامج النووي الإيراني.

المصدر : الجزيرة