إبراهيم درغوثي.. "القرد الأوتوماتيكي" وجديد الأعرج

الكاتب التونسي / ابراهيم الدرغوث
إبراهيم درغوثي يعكف حاليا على كتابة الجزء الثاني من السيرة الروائية التي تحمل عنوان "القرد الأوتوماتيكي" (الجزيرة)

في الرحلة مع عدد من الكتاب والمبدعين العرب للتعرُّف على طقوسهم في الإبداع والكتابة والقراءة خلال شهر رمضان الكريم، نتوقف اليوم مع القاص والروائي إبراهيم درغوثي نائب رئيس اتحاد الكتاب التونسيين.

يكاد إبراهيم درغوثي -الحاصل على عدد من الجوائز الأدبية- أن يتفرغ كليا للكتابة خلال هذا الشهر، ويقول إنه ينهمك منذ أول أيام الصوم في كتابة الجزء الثاني من سيرة روائية تحمل عنوان "القرد الأوتوماتيكي".

وإلى جانب الكتابة، يفرد درغوثي (1955) -الذي صدرت له مؤخرا رواية بعنوان "كلاب الجحيم"- باقي الوقت للقراءة، ويخصص رمضان هذه السنة لجديد الروائي الجزائري واسيني الأعرج "أصابع لوليتا" و"حكاية العربي الأخير".

وفي ما يأتي نص رد الكاتب على أسئلة الجزيرة نت عن طقوسه في القراءة والكتابة وشجونه وحنينه في شهر رمضان:

شهر الكتابة
أنتظر في كل سنة حلول الشهر الفضيل للكتابة، وخاصة كتابة الرواية التي تظل تنضج في مخيلتي على مدى سنة أو أكثر، لتتحقق كتابتها على مدى شهر رمضان من أوله إلى آخره. هكذا أفعل في السنوات الأخيرة خاصة حين كتبت منذ سنتين روايتي "كلاب الجحيم"، ثم تلتها في شهر رمضان الماضي سيرتي الروائية "الطفل العقرب".

وخلال هذا الشهر ومن يومه الأول، أنهمك في كتابة الجزء الثاني من هذه السيرة الروائية التي تحمل عنوان "القرد الأوتوماتيكي". أنا في العادة "أحبل" بعملي الإبداعي فيظل يتحقق بالقوة خلال سنة، ليتحقق بالفعل خلال شهر رمضان الذي أشعر فيه بالسكينة والهدوء وبراحة البال التي هي مفتاح نجاحي عندما أكتب.

undefined

شغف القراءة
في رمضان يصبح النهم إلى القراءة عندي أكثر من كل الأوقات، فأزاوج بين الكتابة والقراءة، كلما تعبت من واحدة التجأت إلى الأخرى للترويح على النفس، عكس الأوقات الأخرى التي أخصصها إما للقراءة أو الكتابة.

في العادة أركن الكتب الإبداعية التي لا أجد الوقت لقراءتها خلال السنة إلى عطلة الصيف عامة والى شهر رمضان خاصة، فألتهم النصوص الروائية خاصة بنهم شديد إلى درجة أنني أنتهي من الرواية في يوم وبعض يوم.

وقد خصصت رمضان هذه السنة لجديد الروائي الجزائري واسيني الأعرج "أصابع لوليتا" و"حكاية العربي الأخير"، وأرجو أن أنتهي منهما بانتهاء هذا الشهر.

خلال شهر رمضان تهتم الدوائر الثقافية في تونس بالأنشطة الثقافية والأدبية، فتُبرمج بعض الفعاليات في المنتديات ودور الثقافة. وعندنا في ولاية قفصة الجنوبية اهتمام خاص بالغناء الصوفي والمدائح والأذكار، فيخصص معظم هذا الشهر لهذه الأنشطة التي تخاطب الأرواح وتطرب النفوس.

فول وملح
عشت طفولتي في بلاد الجريد في الجنوب التونسي، وهي واحة نخيل في قلب الصحراء ظلت تعيش منغلقة على ذاتها حتى زمن قريب، بعاداتها وتقاليدها التي توارثتها الأجيال أبا عن جد، ومن بين هذه العادات الاحتفال بشهر رمضان من يومه الأول حتى يوم العيد.

فقد كنا في ذلك الزمن ونحن أطفال نتجمع قرب المسجد لانتظار المؤذن الذي يرفع الأذان ليبشر الصائمين بالإفطار، فنجري نحو البيوت ونتسابق لنعلن الخبر للأهل، ليفوز الأول بالبشارة تمرات لذيذات أو قطعة من الحلوى يظل يلوكها حتى الصباح.

ومن أمتع لحظات رمضان السهر مع الأهل حتى وقت السحور في بعض الليالي، والاستماع إلى خرافات الجدات في زمن ما كان فيه حضور لوسائل الترفيه التي سادت في هذه الأيام. أما يوم العيد فهو فرحة الأطفال الكبرى، فيه نلبس الجديد ونزور كل عائلات القرية منزلا منزلا لنقدم التهاني للجميع، ونأكل الفول المطبوخ في الماء والمتبل بالملح وكأننا نأكل أشهى ما صنعته مطابخ الماركات العالمية.

المصدر : الجزيرة