ربيع الونشريس بالجزائر.. حوار الآداب والفنون

صورة جماعية للمشاركين في تظاهرة ربيع الونشريس الأدبي الطبعة الرابعة تيسمسلست الجزائر من 19 الى 21 ماي 2016
صورة جماعية للمشاركين في الدورة الرابعة من تظاهرة ربيع الونشريس الأدبي بتيسمسيلت غربي الجزائر (الجزيرة)

ياسين بودهان‪-‬تيسمسيلت

اختتمت بولاية تيسمسيلت غربي الجزائر فعاليات الدورة الرابعة من تظاهرة "ربيع الونشريس الأدبي"، وهو حدث ثقافي سنوي يلتئم فيه مبدعو الجزائر، ويمازج بين إبداعات الرواية والشعر والفنون التشكيلية.

وخلال التظاهرة التي دامت ثلاثة أيام (19-21 مايو/أيار) تحولت عاصمة الونشريس إلى مزار ومحج لأكثر من 39 شاعرا وقاصا وروائيا وتشكيليا، قدموا من 23 ولاية (محافظة)، كما سجل أبناء مدينة الونشريس من مبدعيها حضورا لافتا.

وأكد مدير الثقافة في الولاية محمد داهل أن هذا الموعد الثقافي جاء معززا للجهود المبذولة في سبيل دعم الموروث الثقافي الجزائري، وداعما للتراث والأدب بمختلف صنوفه، من خلال خلق فضاءات يلتئم تحت ظلها المبدعون، وتتلاقح فيها أفكارهم وإنتاجاتهم.

ويقول الكاتب أحمد صانع -أحد المسؤولين عن تنظيم التظاهرة- إن "الونشريس في الأدب" جاءت لترسيخ قيمة الوطنية في الأدب، وإن ما يميز هذا الملتقى هو أنه "مازج بين صنوف شتى من الإبداع، فحضرت الرواية كما حضر الشعر والفن التشكيلي".

جناح الفنون التشكيلية في الدورة الرابعة من تظاهرة ربيع الونشريس الأدبي بتيسمسلست الجزائر(الجزيرة)
جناح الفنون التشكيلية في الدورة الرابعة من تظاهرة ربيع الونشريس الأدبي بتيسمسلست الجزائر(الجزيرة)

تزاوج الفنون
وحاضر الناقد السعيد بوطاجين عن الونشريس في السرد الجزائري، وتحدث الدكتور سعيد بن زرقة عن الأدب الساخر، بينما غاص العصفورة بوتوشنت في الونشريس وأدب الرحلات.

وتلت الافتتاح مداخلة أدبية فكرية للكاتب أمين الزاوي، ناقش فيها قضية الكتابة وانشغالات الأديب، وقضية لغة الأدب وازدواجيتها، ثم ختم مشاركته بقراءة وتقديم لآخر رواياته "قبل الحب بقليل".

وكان الفن التشكيلي حاضرا في الملتقى من خلال مداخلة الفنان محمد بوكرش حول تجربة الفنان التشكيلي عبد الحليم كبيش.

وبحسب حديث صانع للجزيرة، فإن ذلك الحضور يؤكد على تداخل هموم الفن والأدب، وتكاملهما، لأن "حاجة الفنان إلى الأديب كبيرة والعكس صحيح، أحدهما يكتب بالريشة والآخر بالقلم، والجمع بينهما رفع لقيمة الإبداع عامة".

الجمع بين الرواية والشعر والفن في تظاهرة واحدة هي محاولة برأيه "للم شمل الفنون كلها، وجعل الأدب في خدمة الفن، والفن في خدمة الأدب"، فاستفادة الأديب من جديد عالم الفن برأيه أمر مهم خاصة أن "هناك سبقا نوعيا وحداثيا مهما وملهما في المدارس التشكيلية على الأديب أن يطلع عليه".‬

عبد القادر مكاريا: الأصل هو التزاوج بين الفنون الإبداعية(الجزيرة)
عبد القادر مكاريا: الأصل هو التزاوج بين الفنون الإبداعية(الجزيرة)

تجاوز المعضلة
ولأن الموسيقى كانت حاضرة في الدورات السابقة، فقد أثار غيابها هذا الموسم عدة تساؤلات، وهو ما رد عليه الكاتب والشاعر عبد القادر مكاريا حينما أكد أن "الموسيقى غائبة لظروف قاهرة ولم تغيب بشكل مقصود"، لذلك يقول "حضرت الرواية كبديل عنها".

وعن السر في التزاوج الذي أحدثه ربيع الونشريس بين الشعر والرواية والتشكيل، أوضح مكاريا للجزيرة نت أن "الأصل أن يكون هناك تزاوج بين هذه الفنون الإبداعية، وبشكل خاص بين الموسيقى والشعر والفن التشكيلي، فليست هناك مسافات بعيدة بينها".‬

ولاحظ مكاريا أنه خلال السنوات الأخيرة حدث تباعد بين الشعر والموسيقى والفن التشكيلي، خلق "نوعا من الجفاء والقطيعة" والصراع، بين مدافع عن الشعر وقائل إننا نعيش عصر السرد، ومن يسعى لتجاوز ذلك كله بالقول إن الموسيقى وحدها هي التي تلاقي قبولا في المشهد الثقافي الراهن"، لذلك فإن مهرجان الربيع نجح برأيه "في تجاوز هذه المعضلة".

المصدر : الجزيرة