بروكسل تحتفي بالشعر الفلسطيني

جانب من الأمسية - امسية غسان زقطان
جانب من أمسية شعرية في العاصمة البلجيكية شارك فيها ثلاثة شعراء فلسطينيين (الجزيرة)

فاتنة الغرة-بروكسل

استضافت العاصمة البلجيكية بروكسل أول أمس الثلاثاء ثلاثة شعراء فلسطينيين من أجيال ومناطق مختلفة، هم غسان زقطان وغياث المدهون والشاعرة أسماء عزايزة في أمسية شعرية قرؤوا فيها نماذج متنوعة من إبداعاتهم.

وفي هذه الأمسية -التي تعكس حضور فلسطين قضية وشعرا في الخريطة الأوروبية- أجرى الكاتب والصحفي الهولندي كريس كولمانس حوارا مع الشعراء الثلاثة ناقش فيها تأثير الشعر والأدب الفلسطيني على القضية الفلسطينية، الأمر الذي اخذ الأمسية إلى منحى سياسي أكثر منه إبداعيا.

وردا على سؤال بشأن تأثير الحرب والهجرة على كتاباته، أوضح المدهون أن هذه المفردات التي يعيشها وتحيطه به هي ما يفرقه عن الكاتب السويدي الذي تحيط به مفردات الطبيعة وتظهر في شعره.

وقال المدهون إنه لا يستطيع الانفصال عن ذاته الفلسطينية اللاجئة، حيث ولد لأب فلسطيني هاجر من مدينة غزة وأم سورية، ومن بعدها وجد نفسه يعيش لجوءا آخر في السويد، وهذا كان لا بد له من حضور في لغته ومواضيعه الشعرية.

كما ناقش كولمانس الشاعرة عزايزة في حضور الشعر الفلسطيني بمدينتها حيفا، خاصة أنها تحت الاحتلال الإسرائيلي، مستشهدا بمقال نشر نيويورك تايمز وصور فيه الشباب الحيفاويين بأنهم "يشربون الجعة ويضعون الأوشام ويعيشون حياة ليلية صاخبة".

غياث المدهون (يمين) وأسماء عزايزة وغسان زقطان شاركوا في الأمسية الشعرية ببروكسل(الجزيرة)
غياث المدهون (يمين) وأسماء عزايزة وغسان زقطان شاركوا في الأمسية الشعرية ببروكسل(الجزيرة)

وردت عزايزة على ذلك بالقول إن هذا ما تريد الصحافة الأميركية تسليط الضوء عليه لتؤكد على ديمقراطية الكيان الصهيوني، لكن الفلسطينيين في حيفا متمسكون بهويتهم وثقافتهم ولغتهم ويجاهدون من خلال الشعر والموسيقى والمهرجانات الفنية للتأكيد على انتمائهم الفلسطيني.

من جانبه، تحدث زقطان عن تعدد المشهد الشعري في فلسطين، وكيف استطاع الشعر الانفلات من الشكل الخطابي في تناوله للقضية الفلسطينية، وقال إن هناك أصواتا كثيرة استطاعت التحرر من سطوة الخطابية واللغة المباشرة لتدخل عالم الشعر بلغة متخففة من هذا الثقل المقاوم.

وأضاف أن هذه الأمسية أكبر دليل، حيث هذه الأصوات الشابة التي لا تزال تحمل خصوصيتها الفلسطينية وإن كانت حلقت بعيدا إلى الشعر بعالمه الأوسع والأكثر عمقا، وأضاف أن هناك في فلسطين أصواتا حداثية مهمة، وأنه من خلال تجربته واحتكاكه بالوسط الشبابي يرى أنهم يسيرون جنبا إلى جنب مع حركة الشعر العربية والعالمية مستندين إلى عمق وثقل الثقافة والهوية الفلسطينية.

أجمل الأصوات
وفي تصريحه للجزيرة نت قال كولمانس إنه كان من المدهش أن ينصت كل هذا العدد من الحضور لحوار وقراءات على مدار ساعة ونصف لهؤلاء الشعراء ولتقبل التصريحات المختلفة التي صدرت بخصوص الوضع والشعر الفلسطينييْن على حد سواء.

وفسر ذلك بالقول "هذا يعود بالدرجة الأولى للشعراء الذين أومن بأنهم من أجمل الأصوات الفلسطينية التي لن تستطيع نسيانها"، مضيفا أنه على الرغم من عدم تحضيرنا لأن تكون هذه الأمسية بهذا المنحى فإنها تعطي تصورا أوضح عن مسار الشعر الفلسطيني.

وأشار زقطان إلى أن هذه الفعالية تمثل افتتاحا لموسم سيمتد لمدة عامين، وقال إنه يظن أنها التجربة الثانية التي تتقدم فيها فلسطين ثقافيا في بلجيكا بعد تجربة مشروع مسارات الذي قدم أصواتا فنية وثقافية متنوعة في المشهد الفلسطيني، وهو تطوير لعلاقات ثقافية مهمة.

وأشاد بالجمهور الكثيف والحساس وتعامله مع النصوص والشعر بطريقة لافتة، خاصة بوجود هؤلاء الشعراء "وهذا يشعرني بوجود إنجاز بتقديم المنجز الفلسطيني بصورة لائقة" في هذه الفعالية التي جاءت بدعم من مسرح البوزار في بروكسل ومركز محمود درويش في رام الله.

المصدر : الجزيرة