فلسطين حاضرة بذكرى رحيل الشاعر حداد
بدر محمد بدر-القاهرة
فلسطين كانت حاضرة بقوة في الأمسية، من خلال القصائد التي ألقيت للشاعر، وكلمات الأدباء والنقاد عنه، ومنهم صديقه الشاعر محمد كشيك، الذي قال للجزيرة نت: حداد هو من كتب "ولا في قلبي ولا عيني إلا فلسطين" لذلك كانت القضية الفلسطينية في صلب اهتماماته وكتاباته الشعرية.
ومن جهتها، أكدت الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أمل الصبان أن الشعر كان وما زال ديوان العرب، وأضافت "عندما نتحدث عن فؤاد حداد فإننا نتحدث عن شاعر من قلائل، حفروا تاريخا في وجداننا، وهو أحد أبرز شعراء القرن العشرين، ليصبح كما قال هو عن نفسه: شاعر الشعب".
فن الموال
وأشار الشاعر رجب الصاوي إلى أن حداد كان محبا للبشر وللإنسانية بشكل عام، وكان يستلهم التراث الشعبي الفصيح ليقدمه بشكل جديد، يتناسب مع المتغيرات الموجودة في عصره، فغاص بذلك في الوجدان العربي، خاصة فن الموال الشعبي.
ولفت الناقد أمجد ريان إلى أن حداد استطاع أن يربط، بشكل غير مسبوق، بين الفصحى والعامية، حيث يعد من أهم شعراء مصر في العصر الحديث، لأنه آمن بالإنسان والحياة، وانحاز للطبقات الفقيرة والمهمشة، وبالتالي يمثل الروح المصرية بدقة، ويصور في شعره التفاصيل المصرية الصغيرة.
وطالب الممثل محمود حميدة وزارة التربية والتعليم بوضع أشعار حداد ضمن المقررات الدراسية، باعتبار أن اللغة هي وعاء الثقافة، وأن أشعاره عنوان صادق للثقافة والهوية المصرية والعربية.
وحول غياب القضية الفلسطينية في الشعر الآن، أكد الشاعر بهاء جاهين أنها موجودة في الشعر، بقدر ما هي موجودة في الساحة بشكل عام، سواء الثقافية أو السياسية أو الفكرية، وغيابها نسبيا في الشعر يرجع للظروف التي تمر بها المنطقة العربية.
وأضاف جاهين للجزيرة نت أن معظم الشعوب العربية الآن أصبحت مشغولة بقضايا داخلية طاحنة، ومن الطبيعي أن تتوارى القضية الفلسطينية قليلا، لكنها موجودة في الضمير العربي.
وأشار إلى أن الشاعر المحتفى بذكراه له ديوان كامل اسمه "الحمل الفلسطيني" بالإضافة إلى قصيدة "القدس" في "المسحراتي" وبالتالي كانت قضية فلسطين موجودة بقوة كما وكيفا في شعره.
لغة راقية
بدوره، أكد الناقد الأدبي شحاتة الحو أن حداد صوت مصري أصيل، وهو أحد فلاسفة الربط في شعر العامية المصرية، حيث تتسم لغته الشعرية برقي مفرداتها وثراء دلالتها، بشكل يكشف عن استيعاب عميق للعامية المصرية.
وأضاف الحو، في حديث للجزيرة نت، أن الشاعر المحتفى به انشغل بقضايا العالم العربي، وقاوم بشعره بشاعة الاحتلال الصهيوني، وكان في الوقت ذاته على وعي بدور الشاعر، في ضرورة التنبيه للأخطار المحدقة بالأمة.
وعن حضور القضية الفلسطينية في الشعر العربي حاليا، لفت الحو إلى أنها "وجع الأمة العربية وجرحها الأليم، ومن المستحيل أن يتناسى الإنسان جرحه النازف".
تجدر الإشارة إلى أن حداد (١٩٢٨- ١٩٨٥) يُعد من أبرز الشعراء المدافعين عن القضية الفلسطينية، وقد ولد في حى الظاهر بالقاهرة، لأبوين مسيحيين من أصول لبنانية وسورية، ثم اعتنق الإسلام في المعتقل أثناء فترة الخمسينيات.
كتب حداد "المسحراتي" عام 1964، وصدر له 33 ديوانا، منها 17 أثناء حياته، والباقي بعد وفاته، ومن أواخر أعماله "الشاطر حسن" و"الحمل الفلسطيني" عام 1985.