رحيل "مايسترو" الرقص التراثي الجماعي بالمغرب

توفي رئيس إحدى أشهر فرق الرقص الجماعي بالمغرب الفنان موحا الحسين أشيبان أمس الجمعة عن عمر ناهز 113 عاما في منزله بإحدى بلدات مدينة خنيفرة في جبال الأطلس المتوسط (وسط البلاد)، وقد نعت شخصيات مغربية من عالم الفن والسياسة الراحل.

وامتهن أشيبان، الذي يُعتبر سفير فن "أحيدوس" بمختلف المحافل الفنية عبر العالم، رعي الأغنام في طفولته، وتعلم فنون الرقص والغناء التراثي (أحيدوس) على يد والده. وحين اشتد عوده، التحق بكتيبة الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي، التي شاركت في الحرب العالمية الثانية.

وحتى وسط أجواء القصف والنيران، يحكي معارفه أنه لم يكن يفارق آلته الموسيقية "الدف"، حيث كان يطرب ويسلّي زملاءه أثناء فترة الاستراحة. وظل أشيبان يرأس فرقته على الخشبة لأكثر من نصف قرن، يضبط إيقاع رقصاتها بيد تشبه حركاتها ضربة المقص.

وأصبح الفنان الراحل يحمل لقب "المايسترو" منذ العام 1984، حين أطلقه عليه الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان على هامش عرض فني قدمه بصحبة فرقته في الولايات المتحدة.

وتعني كلمة "أحيدوس" في الأمازيغية الرقصة الجماعية، وتقدم على شكل فرقتين أو أكثر، فتتقابل مدًا أو جزرًا، أو تتوازى تماثلًا بالتراجع أو التقدم، ويمكن أن تنقسم هذه الفرقة إلى عدة أقسام متساوية، ويقود هذه الفرق الراقصة المايسترو أو الشيخ أو المعلم.

ويستعين المعلم بحركاته التنظيمية من أجل توجيه دفة الرقص والتحكم فيه إيقاعيًا وشعريًا، بينما يستعين الراقصون والراقصات بضربات الأرجل وتحريك الأجساد والأكتاف والإكثار من التصفيقات.

ويتطرق فن أحيدوس لمواضيع كثيرة بينها الحب والغزل ومشاكل الحياة اليومية، والمواضيع الدينية، وبعض القضايا الوطنية والإنسانية، وهذه المواضيع يتم ترديدها في شكل ألحان يضعها المايسترو، وأشعار تختلط فيها أصوات الرجال بأصوات النساء في التحام شيق.

المصدر : وكالات