هواجس الأمن والاقتصاد بمنتدى دراسات الخليج بالدوحة

منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية
منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية في الدوحة يتميز هذا العام بتناوله العلاقات بين دول الخليج العربية وتركيا (الجزيرة)

انطلقت اليوم في الدوحة أعمال منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية الذي ينظمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، واختار موضوع تنويع الاقتصاد في دول المنطقة محورا لدورته الثالثة إضافة إلى المحور القار المتعلق بالتحديات الإقليمية والدولية.

وفي كلمة افتتاح المنتدى، أكد المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات عزمي بشارة، أهمية المنتدى الذي أصبح واحدا من أهم الفعاليات الأكاديمية التي تعنى بدراسة شؤون دول الخليج العربية.
 
ويتميز المنتدى هذا العام بتخصيص يومه الأول لدراسة العلاقات بين دول الخليج العربية وتركيا ضمن المحورين المقررين للمنتدى، بمشاركة باحثين أتراك وبالتعاون مع مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا (سيتا) ومقره أنقرة.

وناقشت الجلسة الأولى واقع العلاقات الخليجية التركية واتجاهاتها المستقبلية، وتقاربت أوراق الباحثين الأتراك والخليجيين المشاركين في تشخيص الوضع الراهن لهذه العلاقات، إذ إن الأوضاع المضطربة في المنطقة والتحولات التي تعرفها منذ بداية الثورات العربية فرضت تقاربا أكبر بين الجانبين الخليجي والتركي، غير أن مستوى العلاقات بينهما لم يصل إلى الحد المطلوب المتوافق مع هذه التحديات.

ويرى محي الدين أتامان نائب المدير العامّ لسيتا أن تركيا تتقاسم ودول الخليج العديد من المخاوف الإقليمية، مثل مستقبل اليمن والحرب الأهلية في سورية وارتفاع عدد الدول الفاشلة في المنطقة والسيطرة المتنامية لأطراف فاعلة من غير الدول كتنظيم الدولة الإسلامية، إضافةً إلى السياسة الإيرانية التوسعية في الشرق الأوسط. 

منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية يبحث خلال اليومين المتبقيين التحديات الاقتصادية والإقليمية والدولية(الجزيرة)
منتدى دراسات الخليج والجزيرة العربية يبحث خلال اليومين المتبقيين التحديات الاقتصادية والإقليمية والدولية(الجزيرة)

وقل أتامان إنه من أجل تحقيق نظام إقليمي مستدام، ينبغي لتركيا ودول الخليج تطوير مشاريع سياسية واقتصادية تخدم مستقبلهما المشترك، كما يحتاج الطرفان تعزيز التعاون من أجل إدارة فترة التحول الانتقالية في المنطقة.

من جانبه، أكد عبد الله الشمري رئيس قسم شؤون الخليج في مركز الشرق الأوسط لبحوث السلام في أنقرة، أن المستجدات السياسية التي حدثت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة أعادت الدفء للعلاقات الخليجية التركية بعد تجاوز آثار الربيع العربي، وتبعات الأزمة المصرية، بخاصة على العلاقات الإماراتية والسعودية.

الاقتصاد والأمن
وناقشت الجلستان الثانية والثالثة من اليوم الأول لمنتدى الخليج المخصص للعلاقات التركية الخليجية، العلاقات الاقتصادية بين الطرفين وقضايا الأمن والتحديات الإقليمية المشتركة.

وأكد المشاركون في الجلسة الثانية على التحسن الملحوظ للمبادلات التجارية والاقتصادية، رغم أنها لم ترق بعد إلى الإمكانات التي يملكها الطرفان اللذان وقعا عام 2005 على اتفاقية إطارية تاريخية للتعاون الاقتصادي مهّدت لعدّة معاهدات ثنائية لاحقة، وفي عام 2008 تم إطلاق حوار إستراتيجي رفيع المستوى بين الطرفين.

وفي محور التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين الذي تناولته الجلسة الثالثة، أكد المحاضرون على حتمية التعاون بين الجانبين لمواجهة التحديات والمخاطر الحادثة في المنطقة، من تداعيات الثورات العربية وظاهرة الإرهاب الدولي وكذا المطامح الإيرانية التوسعية في المنطقة.

ودعا بعض المشاركين لتشكيل لجنة خليجية مشتركة تسعى لتحديد شكل العلاقة العسكرية بتركيا، وتقوم على إنشاء اتفاقيات تعاون عسكري مرتبطة بالعلاقات الاقتصادية مع تركيا، وكذلك تعزيز التنسيق الخليجي العربي مع تركيا بشأن القضايا الإقليمية، على أساس رسم سياسة من التعاون تقوم على الاحترام المتبادل من دون التدخل في الشؤون الداخلية للطرفين.

ويركز المنتدى في اليومين المتبقيين على التحديات التي تواجه دول مجلس التعاون في محورين: يتناول الأول قضايا التنويع الاقتصادي في الاقتصادات الخليجية، ويركز الثاني على التحديات الإقليمية والدولية. ويتخلل أعمال المنتدى في يومه الثاني حفل الافتتاح الرسمي لمعهد الدوحة للدراسات العليا.

المصدر : الجزيرة