رسالة فنان للحفاظ على التراث المسيحي بغزة

Christian artist and sculptor Naser Jeldha crafts a sculpture in his studio in Gaza City December 4, 2016. Picture taken December 4, 2016. REUTERS/Suhaib Salem
ناصر جلدة بدأ يخطط لعرض أعماله بعد مسيرة فنية امتدت حوالي 35 عاما (رويترز)

بالرغم من أن ما تبقى من المسيحيين في قطاع غزة يقدرون بحوالي 1200 نسمة ويشكلون أقلية في القطاع، فإن الفنان نصر جلدة يبذل ما في وسعه للحفاظ على التراث المسيحي من خلال الفن بمختلف أشكاله.

ففي مرسمه بقلب غزة القديمة الذي لا يبعد كثيرا عن الكنيسة الأرثوذوكسية التي ترجع للقرن الخامس الميلادي، يقضي جلدة (57 عاما) أيامه في نحت تماثيل دينية ونقش منحوتات صغيرة من قصص التوراة ورسم صور للسيد المسيح والسيدة العذراء والقديسين.

وقال الرجل ذي اللحية الرمادية المنتمي للطائفة اليونانية الأرثوذوكسية "رسالتي هي ديني"، وأضاف "حابب أظهره عمليا للناس مش بس كلام بالكنيسة".

وتغطي صور الفنان جدران المكان، وقد وضع المزيد منها فوق المقاعد والأرائك، واستراحت أخرى في الزاوية فوق بيانو روسي عمره 150 عاما. وبالإضافة إلى اللوحات والتماثيل يعزف جلدة الأوكرديون والبيانو والغيتار.

ومع اقتراب حلول عيد الميلاد الذي تحتفل به الكنيسة الأرثوذوكسية في السابع من يناير/كانون الثاني، ينشغل جلدة في صنع قطع جديدة هدايا للأصدقاء والأقارب.
 
ورغم أنه فنان منذ 35 عاما، فإنه لا يعرض أعماله أو يطرحها للبيع بل يقدمها هدايا في حفلات الزفاف أو المناسبات الدينية المسيحية؛ لكنه يخطط لعرض أعماله قريبا.

ولا يزال جلدة مصمما على البقاء في غزة رغم مغادرة الكثير من المسيحيين على مدى العقد الماضي، في ظل تزايد صعوبة الأوضاع الاقتصادية. وقال أبو الأربعة أبناء "أنا عشت في هاي الحارة 54 سنة. العلاقات مع المسلمين أخوية ورائعة".

ويؤكد أن الاقتصاد يعاني في ظل الحصار المفروض من الاحتلال الإسرائيلي ومصر، والتجارة محدودة، مما يرفع تكلفة المعيشة ويسبب الإحباط. ورغم تلك الظروف يبدو جلدة متفائلا ويقول "غزة حلوة ومش راح أتركها.. أنا مش حاسس أني غريب هنا".

المصدر : رويترز