الفيلم الملتزم.. مصالحة بين الجمهور والسينما بالجزائر

جانب من جمهور المهرجان الدولي للفيلم الملتزم في حفل الاختتام 19 ديسمبر 2015 [أقصى عرض 2400 أقصى ارتفاع 1800]
جانب من جمهور المهرجان الدولي للفيلم الملتزم بالجزائر الذي فتح صفحة جديدة بين الجمهور -خاصة الشباب- والفن السابع (الجزيرة)

أميمة أحمد-الجزائر

اختتمت مساء أمس السبت فعاليات مهرجان الجزائر الدولي السادس للفيلم الملتزم بعد عدة أيام من العروض شهدت إقبالا جماهيريا يشير إلى صفحة جديدة في علاقة الجمهور بالسينما، وأعلنت خلال الاختتام الأفلام الفائزة، حيث عادت الجائزة الكبرى لفيلم "رامس" للمخرج غريمور هاكونارسن (آيسلندا).

وفاز فيلم "الأغاني التي علمها لي أخوتي" للمخرجة كلوو زاوو (كولومبيا) بجائزة لجنة التحكيم، بينما فاز فيلم "قلب الإعصار" للمخرج سيكو طراوري (بوركينا فاسو) بجائزة الجمهور.

وفي فئة الفيلم الوثائقي عادت الجائزة الكبرى لفيلم "في راسي دوار" للمخرج حسان فرحاني (الجزائر)، وجائزة لجنة التحكيم لفيلم "روشميا" للمخرج سليم أبو جبل (فلسطين)، وجائزة الجمهور فاز بها فيلمان "الرجل الذي يصلح النساء.. غضب أبقراط" للمخرج تييري ميشيل وكريستين بيرو(بلجيكا)، وفيلم "زر الصدف" للمخرج باتريسيو غوزمان (تشيلي).

وقالت محافظة المهرجان زهيرة ياحي في كلمة الاختتام "رأينا كيف نتأثر ونتعلم من الصورة والصوت حينما تحركهما طاقات فنية وقدرات تقنية ووعي أخلاقي"، وأضافت أن السينما تحولت إلى "علبة سحرية قادرة على إظهار المخفي والمكتوم، تجمع الأفراح والأحزان، الإحباط والأمل، وتعبر عن ألوان الحياة المتنوعة، وهو ما يحاول مهرجان الجزائر تكريسه عاما بعد عام بأسلوب إنساني يقرب الشعوب والأفراد".

undefined

واختتم المهرجان بعرض الفيلم الوثائقي "غدا" للمخرج الفرنسي سيريل ديون الذي أوضح في رده على أسئلة الصحفيين أن الفيلم -الذي كان خارج المسابقة- "تناول البيئة وما ينبغي التفكير به للأجيال القادمة لتعيش في بيئة نظيفة وصحية باستخدام الطاقات الجديدة والزراعة العضوية وتدوير النفايات، كل هذا يحقق تنمية مستدامة".

واعتبر المخرج والعضو في لجنة تنظيم المهرجان سليم حكار أن فيلم "غدا" طرح أسئلة كبيرة وبعث رسالة قوية للعالم للاهتمام بالبيئة حاضنة الإنسان.

وأضاف حكار للجزيرة نت "أن منظمي المهرجان ركزوا على الالتزام الإنساني، فالبيئة وحقوق الطفل والعنف ضد المرأة قضايا إنسانية". وتأسف لغياب أفلام عربية تعالج الربيع العربي، مشيرا إلى أن ما تم إنتاجه حتى اليوم عن الثورات العربية كان لمخرجين أوروبيين.

وشهدت فعاليات المهرجان إقبالا جماهيريا من مختلف الأعمار، خاصة فئة الشباب، في "مؤشر على عودة جمهور السينما" على حد قول الإعلامي عبد اللطيف صالحي، وهو أحد من تابعوا المهرجان.

ولفتت فاطمة -جامعية- في تصريح للجزيرة نت إلى أن "السينما أصبحت تجارية لا تهتم بالقيم الاجتماعية كما في الماضي، لكن الفيلم الملتزم بقي محافظا على معالجة قضايا الإنسان، لذا حضرت أغلب العروض".

كان الدخول لعروض المهرجان مجانيا، وعما إذا كانت إدارة المهرجان تفكر بتغيير ذلك النهج نتيجة الإقبال هذا العام قال الرئيس الشرفي للمهرجان أحمد بجاوي "سيبقى الدخول مجانيا حتى نسترجع جمهور السينما، وعندما يصبح الجو تنافسيا باستثمار القطاع الخاص بالسينما حينها نضع تسعيرة دخول، أما الآن فالقاعات قليلة، والإنتاج السينمائي متواضع فالأولوية لعودة جمهور السينما".

يشار إلى أن مهرجان الفيلم الملتزم تأسس عام 2005، ويتم خلاله تقديم أفلام تعالج قضايا سياسية واجتماعية وإنسانية بصورة يمتزج فيها الحضاري بالثقافي بالإنساني. 

وشهدت دورة المهرجان الحالية عرض تسعة أفلام طويلة وعشرة أفلام وثائقية من دول عديدة، بينها كولومبيا وفلسطين وإثيوبيا وبوركينا فاسو وآيسلندا والهند وبلغاريا ومدغشقر وأميركا وبلجيكا وسويسرا وتشيلي.

المصدر : الجزيرة