مهرجان "الأفلام المزعجة" ببلجيكا.. العالم من منظور مختلف

لقطة من تقديم أحد الأفلام المعروضة - مهرجان الأفلام المزعجة فرصة لعرض أفلام لن تجد لها مكانا في المهرجانات العادية ودور السينما
مشهد سينمائي يُعرض في مهرجان الأفلام المزعجة ببلجيكا (الجزيرة)

لبيب فهمي-بروكسل

تتواصل فعاليات مهرجان "الأفلام المزعجة" بمدينة تورناي البلجيكية (85 كلم جنوب غربي العاصمة بروكسل) بعد توقيفه ثلاثة أيام بسبب مخاوف أمنية.

ويستقبل المهرجان مجموعة من الأفلام التي تتمحور حول موضوعات سياسية واجتماعية وثقافية، ولكن من منظور مختلف لا يتماشى مع النظرة التي تفرضها المؤسسات الرسمية.

وكما يقول مدير المهرجان إيريك ديروال للجزيرة نت "الإزعاج يمكن أن يعني المفاجأة أو المساءلة. والفكرة تكمن في أن زائر المهرجان بعد مشاهدته فيلما ما سيطرح مجموعة من الأسئلة ويحاول البحث عن أجوبة لها وربما يعيد النظر في بعض اليقينيات".

وانطلقت الفعاليات بداية الأسبوع الماضي، قبل أن توقف بشكل عاجل من قبل السلطات الأمنية بسبب تهديدات أمنية محتملة ضد مجموعة من المؤسسات منها قاعة العرض التي كانت تستقبل المهرجان. وستستمر إلى السبت 31 يناير/كانون الثاني.

‪وقفة ضد توقيف مهرجان الأفلام المزعجة بسبب تهديدات أمنية‬ (الجزيرة)
‪وقفة ضد توقيف مهرجان الأفلام المزعجة بسبب تهديدات أمنية‬ (الجزيرة)

زوايا نظر مختلفة
ويفسر المشرف على المهرجان بيتر كاربنتير للجزيرة نت بأن المنظمين "تلقوا الضوء الأخضر من السلطات لإعادة فتح القاعة المغلقة منذ الخميس الماضي بعد مؤشرات خطيرة تتعلق بخطر وقوع هجوم".

وأعادت السلطات الأمنية النظر في مستوى المخاطر، لذا قررت السماح باستمرار المهرجان، في ظل حماية من قبل الشرطة لتعزيز الأمن وطمأنة جمهور يتفهم جزء كبير منه قرار السلطات بوقف المهرجان، إلى درجة قيام البعض بالتظاهر من أجل إعادة انطلاقه.

ومن الأفلام التي لقيت إقبالا كبيرا بالمهرجان الفيلم الوثائقي البلجيكي "حروب وجرائم حروب" وهو يذكّر بأن الحرب التي شنتها الولايات المتحدة ضد فيتنام بين عامي 1961 و1975 لم تتسبب فقط في وفاة ما بين أربعة وخمسة ملايين شخص، بل هي لا تزال تدمر حياة الفيتناميين بسبب "الديوكسين" الذي ألقته القوات الأميركية خلال هذه الحرب.

ويدين المخرج جان مارك تورين -من خلال فيلمه العلاقات- بين الاستخدام العسكري الأميركي لهذا النوع من مبيدات الأعشاب والعواقب البيئية والبشرية التي لا يمكن أن تبقينا غير مبالين بما يعيشه هذا الشعب.

أما الفيلم الوثائقي الفرنسي "ضرورة البطء" فيسعى إلى تفسير كيف أن تسارع العمليات المالية والتكنولوجية قد فرض السرعة والمدى القصير كقاعدة اجتماعية، مشددا على أن هذا الإيقاع يؤدي إلى كوارث بيئية واقتصادية واجتماعية.

ويعرض الفيلم لمجموعة من تجارب المقاومة لهذه الحياة السريعة، ومبادرات لاقتصاد مختلف تعمل على منح معنى آخر للوقت وتسعى للمساهمة بالفعل في بناء عالم جديد.

المصدر : الجزيرة