تستحوذ مشاهد الرعب وصور العتمة التي تعمّ بغداد إبّان الاحتلال الأميركي على خيال الروائية العراقية دُنى غالي في روايتها “منازل الوحشة” التي نشرتها دار التنوير ببيروت مؤخّراً.
علاء يوسف-بغداد
وتعتبر المسرحية رسالة احتجاج صريحة للأوضاع التي حصلت في بلاد النهرين من فتنة طائفية استهدفت جميع الطوائف، وتسليط الضوء على أوضاع النازحين والمهجرين الذين تركوا بيوتهم بسبب العمليات العسكرية، كما أنها انتقدت استهداف حضارة وادي الرافدين وتدميرها.
صرخة
وصرخ ممثلو المسرحية بوجه الفُرقة التي يعيشها البلد حاليا عندما قالوا "منذ فتحنا عيوننا للدنيا ولحد الآن كلنا نترك مذاهبنا بالبيت ونطلع للحياة بعراقيتنا".
وقال مؤلف المسرحية ماجد درندش للجزيرة نت إن المسرحية محاولة لنزع الخوف من الإنسان العراقي، فالعراق يحلم بأن يكون بلدا ديمقراطيا يسوده الأمن والمدنية، مبيناً أن التعايش بين أبناء العراق لم يكن وليد عام أو عامين بل منذ سبعة آلاف سنة حيث تعايشت الطوائف ولا يمكن لأحد أن يقضي على هذا التآلف ولو بقوة السلاح.
وأضاف درندش أن نص المسرحية مفتوح ويمكن أن يقدم بشخصية واحدة أو عدة شخصيات، باعتبار أن العمل يحوم حول فكرة كون العراقيين عائلة واحدة وبيتا ووطنا واحدا، مشيرا إلى أن المسرحية عبارة عن حكايات وقصص النازحين ومخرجها تعامل معها بشكل ذكي عندما وزعها بين ثقافات متعددة بما أن القضية تعني المسلم والمسيحي والتركماني والإيزيدي.
وأكد المؤلف أن هذا العمل المسرحي يتضمن رسائل عديدة، أهمها أن العراقيين يحبون الحياة والسعادة والحضارة والأدب ولا يمكن أن يقبلوا بإلغاء كل شيء جميل في العراق.
رسالة محبة
من جانبه قال مخرج المسرحية كاظم نصار -في حديثه للجزيرة نت- إن التفاعل الاتصالي مع الجمهور ألهمهم قصص المهجرين في مدينة الموصل التي تضم أطياف الشعب العراقي جميعا، وطرح من خلال هذه النماذج موضوع الوحدة الوطنية وكيف يمكن لها أن تبني العراق.
وأوضح نصار أن مسرحية نون صرخة ضد الانتهاكات التي يتعرض لها البلد على يد "قوى الظلام"، حتى تصل الصرخة للمجتمع الدولي، مضيفا أن هذا العمل لا يتناول الحالة السوداوية التي يعيشها البلد فحسب، بل هناك فسحة أمل بأن تسترد الأوضاع عافيتها.
من جانبه قال الممثل باسل الشبيب -في حديثه للجزيرة نت- إن المسرحية احتجاجية وتحريضية في آن واحد. فالاحتجاج على ما يحصل في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار، والتحريض لكي ينتبه المسؤولون السياسيون إلى ما يحصل في تلك المناطق.
وأضاف الشبيب أن المخرج أصر على ارتدائه الزي الأبيض لكي تكون هناك فسحة أمل في إعادة أوضاع البلد، ففي بداية العرض كان السواد يغطي رؤوس الممثلين وبالتكاتف والتعاون بين أطياف الشعب زال السواد وحل الأمل.
كما ذكر الممثل علاوي حسين -في حديثه للجزيرة نت- أن العمل احتجاج على "الجماعات الإرهابية المتشددة" ودول العالم التي تنظر إلى الكارثة التي يعيشها البلد من دون اهتمام يذكر، مبينا أن مسرحية "نون" تحمل دلالات عديدة منها العمل على بعث الحياة في العراق، وهي رسالة محبة وسلام رغم الظروف الصعبة التي تعرفها المنطقة.