مهرجان الفيلم اللبناني.. هروب من مواضيع الحرب

جانب من الحضور في مهرجان السينما اللبنانية الذي امتد بين 6 و10 حزيران يونيو
جانب من الحضور في مهرجان الفيلم اللبناني الذي اختتمت فعالياته أمس الثلاثاء (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

شكل مهرجان الفيلم اللبناني هذا العام فرصة للتعرف على جيل شاب من المخرجين واجه جميع أشكال العوائق التي تقف في وجه السينما اللبنانية، وأنتج مجموعة من الأعمال يمكن وصفها بأنها مميزة.

وعالجت الأفلام المشاركة ظواهر اجتماعية لبنانية من زوايا متعددة وبشكل درامي أو توثيقي أو تجريبي، مستخدمة الصورة ممزوجة بخيال الشباب للتعبير عن رؤية للواقع مختلفة عما هو سائد.

وخرجت معظم الأفلام شكلا عن روتين الحرب الأهلية التي سيطرت لفترات طويلة على خيال السينمائيين اللبنانيين، لكنها ما زالت طاغية في المضمون سواء عبر تأثر أحداث الفيلم بها أو من خلال المعالجة المباشرة التي كان حضورها أقل من الدورات السابقة.

كارول مزهر:
لجنة اختيار الأفلام اختارت هذا العام الابتعاد ولو قليلا عن المواضيع المتعلقة بالحرب والتي جرت معالجتها سابقا، مع إنصاف أفلام تقدم جديدا عن الحرب الأهلية

مواضيع الحرب
وقالت منسقة المهرجان كارول مزهر للجزيرة نت إن اختيار الأفلام جرى بناء على معايير عدة أحدها المضمون والقصة التي يرويها الفيلم.

ولفتت إلى أن لجنة اختيار الأفلام اختارت هذا العام الابتعاد ولو قليلا عن المواضيع المتعلقة بالحرب والتي جرت معالجتها سابقا، لكن مع إنصاف الأفلام المتعلقة بالحرب الأهلية التي تقدّم جديدا.

ويعتبر فيلم "الصراع" لجوزيف خلوف نموذجا للأفلام التي عالجت الحرب الأهلية بأسلوب جديد دخل جذريا في سيكولوجيا الشباب الذين شارك أهاليهم في الحرب.

ورأى الكاتب والناقد الثقافي وعضو لجنة تحكيم المهرجان بيار أبي صعب أن ما قدمه المهرجان هذا العام من تنويع في المواضيع ليس تخليا عن الحرب، بل يعكس ذلك تضاؤلا في منسوب الهوس بها، وفق تعبيره.

وأشار إلى أن هناك جيلا يهرب من مواضيع الحرب التي استُهلكت إبداعيا على الأقل نحو مواضيع أكثر حميمية وأكثر شخصية.

بيار أبي صعب: حصيلة المهرجان كانت مطمئنة (الجزيرة)
بيار أبي صعب: حصيلة المهرجان كانت مطمئنة (الجزيرة)

حصيلة جيدة
ووصف أبي صعب حصيلة المهرجان بالمطمئنة، معتبرا أن أكثر من 40 فيلما تم عرضها، ورسمت كل الأفلام حجم التضارب بين المشهد المحيط بالإنتاج الثقافي في لبنان والتوجه الحقيقي للجيل الجديد.

وعالجت أفلام مثل "سهام" لسيريل عريس و"الماء العكر" لتوفيق خريش مسائل اجتماعية لبنانية قديمة مستحدثة عن دور الدين في الهوية الفردية والقرارات المصيرية للأفراد، وآثار العنف الأسري في حياة الأطفال.

وكان للربيع العربي نصيب في المهرجان من خلال فيلمي "شباب مصر" لكريستينا مالكوم الذي عالج قدرة الشباب المصري على تحويل الإحباط إلى فن، وفيلم "الله أكبر" الذي صور مشهدا مؤلما من الأحداث في سوريا.

وذكر بيار أبي صعب أن حضور الربيع العربي كان متواضعا في المهرجان، معتبرا أن بعض الأفلام اللبنانية التي أُنتجت عن الواقع السوري لا تعكس رؤية حقيقية للأحداث هناك بقدر ما تعكس أفكار الممول الغربي الذي وجّه المخرجين نحو أفكار معينة، وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة