بيت مرسم.. حضارة فلسطينية ضاربة في القدم
ويقع التل الأثري في الجزء المحتل عام 1967 من غرب مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية، وكرست إسرائيل ضمه بالجدار العازل عام 2004 ليصبح قبلة للباحثين والأكاديميين الإسرائيليين بينما يمنع الفلسطينيون من الوصول إليه.
وحسب تقديرات وزارة السياحة والآثار الفلسطينية فإن ثلاثمائة موقع أثري على الأقل ضمها الجدار العازل بمحافظة الخليل من أصل نحو ألف وسبعمائة موقع ومعلم أثري عزلها الجدار في الضفة الغربية.
أقدم المواقع
ويصف مدير منطقة القدس وجنوب الضفة بوزارة السياحة والآثار الفلسطينية أحمد الرجوب موقع تل بيت مرسم بأنه "أهم المواقع وأقدمها بفلسطين" مؤكدا أنه يعود للعصر الحجري الحديث، أي في الألف الثامن قبل الميلاد، وهي ذات الحقبة التي أسست فيها مدينة أريحا.
ويقول إن دراسات علمية كثيرة وحديثة أجريت في الموقع وأثبتت تعاقب العديد من الحضارات على القرية حيث كانت كل حضارة تبني وتسكن على أنقاض التي سبقتها.
وأوضح أن التل الأثري جزء من سلسلة مدن كنعانية توزعت في فلسطين وكانت تسمى كل مدينة منها دولة، لكن في ظل الواقع الجيوسياسي الحالي ورغم أنه يقع في حدود عام 67، فإن إسرائيل ضمته بإقامة الجدار العازل أسوة بنحو ثلاثمائة موقع بمحافظة الخليل، وأحاطته بالجدار من الشرق وطريق سريع من الغرب.
بعثات دولية
ويؤكد الرجوب أن التل ظل على الدوام هدفا لبعثات دولية، منها بريطانية وأميركية حرصت على زيارته ودراسته، وتحول إلى قبلة للباحثين والأكاديميين الإسرائيليين، وفي المقابل يحظر على الباحثين والآثاريين الفلسطينيين الوصول إليه.
أما مدير البحث والتوثيق المتقاعد بوزارة الأوقاف الفلسطينية محمد أبو صالح، فقال إن أسوارا ضخمة بسمك ثلاثة أمتار وربع المتر كانت تحيط بالبلدة، إضافة إلى أبراج بارتفاع عشرة أمتار وعرض ثلاثة أمتار، تمكّن السكان بواسطتها من صد غزوات المهاجمين من كافة الجهات.
تهميش
ويشكو السكان الفلسطينيون في بلدة بيت مرسم -نسبة إلى التل- من غياب الدور الفلسطيني الرسمي وتشجيع السياحة إلى المنطقة.
ورغم الأهمية التاريخية للمنطقة فإن أعدادهم في تناقص ولا تتجاوز 250 نسمة، في وقت تعاني فيه آثارها الإهمال نظرا لسيطرة الاحتلال ومنعه رخص البناء والترميم، فضلا عن مصادرة الجدار لنحو 220 دونما من أراضيهم ومنعهم من الوصول إليها.
ويقول نادر عمرو -أحد سكان القرية- إنهم لم يتمتعوا بالكهرباء سوى قبل خمس سنوات، فيما حصلوا على المياه قريبا، مضيفا أن الجدار حرم مربي الأغنام والمواشي من المراعي ودفعهم لبيعها والهجرة.
وقال إن المطلوب دعم رسمي وخدمات للبلدة القديمة الغنية بالآثار، وتشغيل العاطلين عن العمل وتنظيم برامج سياحية لإحياء المنطقة "المهمشة".