يوسف عبدلكي يحمل لوحات الألم السوري إلى باريس
وعرف عن عبدلكي أعماله الدقيقة في الحفر والرسم بالفحم الأسود مصورا عوالم سوداء ليلية شخصياتها مسيجة بالموت وبكل أنواع المخاطر، أما طبيعتها فتمتاز بتفاصيل مرسومة بتأن وبراعة وإبداع.
وبشأن مواضيع أعماله التي يعرضها في باريس، قال عبدلكي إن "الفنان جزء من محيطه وكل ما يجري في المجتمع من تطورات وأحداث سياسية واجتماعية وثقافية وخلاف ذلك يصبح جزءا من كيان الفنان وهويته وجزءا من تصوره للعالم".
ويصف الفنان -الذي نال شهرة عالمية- لوحاته بأنها "نوع من التعريج على الألم الذي يخلفه هذا الحدث الكبير الذي تعيشه سوريا. الحقيقة أن الألم هو ما يشد شغلي وعقلي ووجداني كل الوقت".
تغريبة الفن والفنان
ويعتبر أن تفاعله مع ما يحدث في سوريا وانخراطه في العمل السياسي "شيء أكثر من طبيعي وجزء من تصورات عملي الفني، إن تأثري بما يحدث كان حصيلة طبيعية لكل هذه التصورات التي عمرها من عمري".
وعن تجربة العيش في سوريا والإنتاج الفني ومعناه قال الفنان السوري "في بعض الأعمال التي أحرص على تقديمها في باريس طبيعة صامتة سعيت لأؤكد من خلالها أن الإنسان الموجود اليوم في قلب سوريا دفع دفعا ليكون في هذا الحدث ولديه كإنسان فسحة ليرى شيئا آخر يتجاوب مع نزعاته الإنسانية البسيطة".
ورغم الخراب والدمار أبدى عبدلكي حرصه على أن يرسم "وردة أو تفاحة أو أي شيء من الأشياء العادية المحيطة بنا" مضيفا "نحن كبشر أكثر تنوعا من أن نكون عبيدا لأمر واحد حتى وإن كان كبيرا وعظيما وتراجيديا مثل الحدث السوري".
ويعتبر الفنان كلود ليمان -الذي سبق وقدم معارض شخصية لعبدلكي في باريس- أن أعمال عبدلكي التعبيرية قوية و"أحب أن أعرض أعماله للجمهور الغربي لأنه أحد أكبر الفنانين في العالم العربي وممن تعودت أن أعرض لهم في الغاليري".
يذكر أن يوسف عبدلكي من مواليد مدينة القامشلي عام 1951، درس الفنون في جامعة دمشق ثم في باريس، حيث حصل على دكتوراه في الفن التشكيلي عام 1989. قضى سنتين سجنا أيام الرئيس السوري السابق حافظ الأسد أواخر سبعينيات القرن الماضي ليرحل إلى المنفى القسري في باريس لخمسة وعشرين عاما.
وحين عاد عبدلكي للاستقرار نهائيا في دمشق عام 2010 عمدت السلطات إلى سحب جواز سفره منه ومنعته من السفر حتى إلى فرنسا حيث تقيم زوجته وابنته.
ورغم إيمانه بالمعارضة السلمية ودعوته للوصول للحرية والديمقراطية بشكل سلمي، أودع عبدلكي مجددا السجن لنحو شهر في يوليو/تموز الماضي وتم إطلاق سراحه بعد حملة دولية في باريس وبيروت طالبت بحريته وأعيد له إثرها جواز السفر.