الثقافة البحرية العمانية في مهرجان تراثي بمسقط

صناعات حرفية بحرية عمانية
صناعات حرفية بحرية عمانية في معرض ضمن فعاليات المهرجان (الجزيرة)
undefined

طارق أشقر-مسقط
 
انطلقت بالعاصمة العمانية مسقط مساء الخميس فعاليات مهرجان عمان البحري الأول، وهو مهرجان شعبي تراثي ثقافي متنوع الفعاليات، يسلط الضوء على مفردات الثقافة البحرية العمانية وفنونها، بهدف ربط الشباب العماني بموروثه وأمجاده البحرية القديمة.

ويجمع المهرجان -على مدى عشرة أيام- كافة المفردات الثقافية للتراث البحري العماني بما فيها الفنون البحرية المغناة كفن "الشوباني" و"النهام" و"المديمة"، وتقدم فيه أوراق ثقافية حول التاريخ البحري العماني، ومعارض لصناعات حرفية بحرية ومخطوطات بحرية قديمة وصور لهواة التصوير البحري، ومدينة بحرية للأطفال.

 
‪(الجزيرة)‬ جانب من فعاليات افتتاح المهرجان البحري بمسقط
‪(الجزيرة)‬ جانب من فعاليات افتتاح المهرجان البحري بمسقط
فعاليات متنوعة
وتشمل برامج المهرجان أيضا سباقات للقوارب التقليدية والألعاب الشاطئية التراثية وبطولات التراياثلون ومدرسة مصغرة للإبحار الشراعي، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للزوار لدخول سفينة شباب عمان، إحدى السفن الشراعية الخشبية القليلة كبيرة الحجم التي ما زالت صالحة للملاحة، وقد بنيت للقيام بمشاركات ثقافية تراثية خارجية، وزارت 140 ميناء حول العالم.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان حمد الوهيبي أن المهرجان له قيمته الثقافية المهمة، كونه يهدف إلى غرس قيم الثقافة البحرية ومفردات التراث العماني البحري التليد في أذهان الناشئة، فضلا عن تسليط الضوء على الزخم السياحي للمقاصد السياحية البحرية بسلطنة عمان.

وحول ما يعنيه التراث البحري للشباب العماني، أكد الوهيبي أن خلق التواصل بين الشباب وماضي أجدادهم هو أحد أبرز أهداف المهرجان، متوقعا زيارة مائة ألف شخص من مختلف الأعمار، وذلك بتنسيق مسبق مع المدارس العمانية والأجنبية لتعريفهم بالتراث البحري القديم.

ويرى أحمد الحبسي (28 عاما) -أحد الحضور- أن مهرجان عمان البحري الأول يعد فرصة جيدة للشباب العماني لاستكشاف تفاصيل البحر وعالمه الخاص وحرف الصيد وغيرها.

كما ترى هناء الوهيبي -زائرة- ضرورة استمرار تنظيم المهرجان بشكل سنوي، في وقت لا يعرف فيه الجيل المعاصر الكثير من تفاصيل التاريخ البحري لأجدادهم، خصوصا أن البحارة العمانيين  تسيّدوا البحار منذ أقدم العصور، وساعدوا على انتشار الثقافة الإسلامية والعربية في أفريقيا وآسيا.

ومن الجاليات الأجنبية، عبرت البريطانية سالي إنجروم عن إعجابها بفكرة تنظيم المهرجان، الذي ترى أنه تجسيد للموروثات البحرية العمانية بمختلف مجالاتها في مكان واحد، مما يعزز من جذب محبي السياحة البحرية من خارج سلطنة عمان.

‪لوحة استعراضية في افتتاح المهرجان‬ لوحة استعراضية في افتتاح المهرجان (الجزيرة)
‪لوحة استعراضية في افتتاح المهرجان‬ لوحة استعراضية في افتتاح المهرجان (الجزيرة)

تراث خليجي
وفي سياق الحديث عن ضرورة تعريف الشباب الخليجي بتراثه البحري، تحدث للجزيرة نت سعيد عبد الرحمن الكواري رئيس الوفد القطري المشارك بالمهرجان بجناح للمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، مؤكدا أن مفردات الحياة الثقافية الحديثة بتفاصيلها التكنولوجية ينبغي ألا تفصل شباب الخليج عن تاريخ تراث الغوص والإبحار واستخراج اللؤلؤ.

وأوضح أن مشاركة "كتارا" في مهرجان عمان البحري تهدف إلى إبراز التراث القطري والتواصل بين الثقافات، وتسليط المزيد من الضوء على الموروث الثقافي لدول الخليج العربية، وتعريف العالم بالتراث القطري، حيث تتمثل عناصر مشاركة كتارا في عرض معدات الغوص وصناعة السفن واستعراض عملية فتح المحار لاستخراج اللؤلؤ.

كما تعرض الأدوات والموازين والأوزان المستخدمة في "الطواشة" (عملية بيع اللؤلؤ بين الصيادين والتجار)، ويتضمن الجناح توثيقا لرحلة السفينة "محمل فتح الخير" التي انطلقت من مهرجان "كتارا" في الدوحة العام الماضي لزيارة موانئ دول الخليج العربية.

وبشأن كيفية ربط الشباب الخليجي بماضيه الثقافي والحضاري الذي يستند إلى تراث بحري عريق، دعا الكواري إلى ضرورة قيام معاهد خليجية متخصصة وورش عمل هدفها الأساسي تعريف الجيل الجديد بتراثه البحري.

ومن جانبه، وصف حسن بن عيسى الكعبي -نوخذة (ربان) "محمل فتح الخير" القطرية- مشاركة كتارا بأنها نموذج مشرف من المشاركات التي تعزز العلاقات الثقافية بين الأشقاء وتعرف بالتراث القطري.

المصدر : الجزيرة