"غروب الظلال".. ماضي فرنسا والجزائر بعدسة حامينا
أميمة أحمد-الجزائر
ويحكي الفيلم قصة ثلاث شخصيات لكل منها ثقافتها. خالد مجاهد جزائري من الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا وخريج جامعة السوربون، و"سانتوناك" الرائد في الجيش الفرنسي الذي يعتقد أن الجزائر فرنسية، و"لامبير" جندي الضمير الفرنسي المناصر للقضية الجزائرية.
ويلتقي الثلاثة بعد أول مواجهة لخالد ورفاقه غير المتكافئة بالسلاح مع الرائد "سانتوناك"، الذي أسرهم ويعدم الجميع إلا خالدا الذي رفض "لامبير" إعدامه، فجرّده قائده الرائد "سانتوناك" من سلاحه، وفر رفقتهما صوب الصحراء، حيث تبدأ رحلة تيه قاسية بلا ماء ولا طعام، وكانت عذاباتهم معولا يُدمر الأحقاد بداخلهم.
وقال حامينا -صاحب أول سعفة ذهبية عربية وأفريقية في مهرجان كان عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر" عام 1975- إن قصة فيلمه حقيقية عكست نضال الشعب الجزائري في سبيل الحرية، إضافة إلى الكثيرين ممن آمنوا بعدالة القضية الجزائرية ووقفوا معها، وأعرب عن أمنيته في أن يشاهد فيلمه شباب الجزائر ولا يقتصر العرض على الرسميين فقط.
دعوة للتسامح
وأوضح المخرج الجزائري محمد لخضر حامينا (80 سنة) أن فيلم "غروب الظلال" دعوة إنسانية للتسامح كي تعيش الأجيال بلا أحقاد الماضي، وأضاف أن رحلة الشخصيات الثلاث في الصحراء طهرت إنسانيتهم من أفكار ومعتقدات سابقة ولدت الكراهية والحرب.
وقد رُفض ترشيح الفيلم في مهرجاني "كان" و"البندقية"، بينما قبل مهرجان البندقية عرض فيلم عن الثورة الجزائرية للمخرج الفرنسي دافيد أويلهوفن بعنوان "بعيدا عن الرجال"، وهو مقتبس عن قصة ألبير كامو "الضيف".
من جانبه، قال المخرج أحمد راشدي في حديثه للجزيرة نت إن رسالة الفيلم تكشف أن الحوار يصبح ممكنا بين المختلفين إذا تخلى الإنسان عن الأفكار المسبقة، مشيدا بعمل حامينا وطريقة تصويره للصحراء، قائلا "لا أحد صوّر الصحراء كما صورها حامينا بهذه الروعة".
وقالت المخرجة أمينة شويخ إن الفيلم "إنساني رفيع"، داعية الجزائريين والفرنسيين إلى ضرورة مشاهدة مثل هذا الفيلم لإزالة أحقاد التاريخ بين الشعبين، معتبرة أن "غروب الظلال" ركّز على الجانب الإنساني أثناء ثورة التحرير.
كما قالت الممثلة فريدة صابونجي للجزيرة نت "بكيت في بعض مشاهد الفيلم التي صوّرت معاناة الجزائريين حتى نالوا الاستقلال، وقد عرّفنا حامينا بصحراء بلادنا الجميلة".