مهرجان المربد الشعري يختتم فعالياته بانتقادات وتذمر

صورة لافتتاح المهرجان
300 شاعر وأديب شاركوا في مهرجان المربد الشعري وسط انتقادات وتذمر من هبوط المستوى (الجزيرة)

عبد الله الرفاعي-البصرة

اختتمت الليلة الماضية في مدينة البصرة بجنوب العراق فعاليات مهرجان المربد الشعري الحادي عشر الذي شارك فيه أكثر من 300 شاعر وأديب من العراق وسوريا وإيران والسعودية والمغرب والأردن والجزائر ومصر ولبنان إضافة للعراقيين المغتربين، وسط انتقادات وتذمر من هبوط مستوى المهرجان عاما بعد آخر.

وألقيت أغلب قصائد الشعراء التي ألقيت في جلسات المهرجان في الجمال والمحبة والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع العراقي, ورفض لغة العنف والقتل والدمار ومظاهر اليأس والقنوط والنهوض الجديد من بين الركام الذي سببته السياسات الطائفية طيلة العقد الماضي.

ويرى الشاعر العراقي حسن النواب أن مقاييس المهرجان اختلفت وتباينت الرؤى, وأصبح بمقدور المبتدئ أن يلقي قصائده بسهولة دون ضوابط أو شروط فنية تحكم القصيدة التي تلقى على منصة المربد. وعند العودة بالزمن إلى الوراء سنجد أحكاما صارمة تضع الشاعر أمام خيار صعب.

وأضاف أن فرسان القصيدة الحقيقيين أصبحوا ضائعين بين شتات العالم, ولا يذكر من قصائدهم إلا تلك التي طبعت في الذاكرة العراقية, ويرجع ذلك إلى التهميش المقصود من قبل المعنيين لتلك القصائد.

جمال الهاشمي: من يتابع مربد الشعر هذه الأيام لا يخرج بأي نتيجة سوى ضياع الوقت(الجزيرة نت)
جمال الهاشمي: من يتابع مربد الشعر هذه الأيام لا يخرج بأي نتيجة سوى ضياع الوقت(الجزيرة نت)

ضياع الوقت
وأشار الشاعر جمال الهاشمي إلى أن الذي يتابع مربد الشعر هذه الأيام لا يخرج بأي نتيجة سوى ضياع الوقت وقتل الفراغ، وسط تكدس القراءات الهابطة فنيا، إذ لا رقيب ولا مسؤولية أخلاقية سوى مزيد من اللغو وآذان لا تسمع وأيد معطلة عن التصفيق وذائقة ميتة.

ويضيف الهاشمي في حديثه للجزيرة نت أن المربد كان قبل سنوات مفعما بالقوة والتأثير، "إلا أننا نصطدم هذه الأيام بالعلاقة الإشكالية العسيرة التي يمر بها المثقف العراقي عبر ارتباطه بالمؤسسة الحكومية وما يتخلل ذلك من احتكاكات قد تكون حادة وغير منصفة".

ومن جانبه أكد الشاعر حميد قاسم أن الأسماء المشاركة في المهرجان لا ترقى إلى مستوى المربد كمهرجان دولي، إلا أن المسؤولين يدعون انفتاحهم على المستوى الدولي بشكل دعائي لا أكثر.

وقال الشاعر والإعلامي هاشم لعيبي إن الناقد والمتابع لمنتج الثقافة لم يجد فرصة للرصد، لذلك تغلب على متابعاتهم طابع المجاملة والآراء الانطباعية المجانية في قراءة النصوص السطحية التي تتشابه في معانيها, وهو ما يذكرنا بجلسات الشعر الحقيقية التي تثير الكثير من الجدل المعرفي والنقدي, كقصائد ياسين طه حافظ وعيسى حسن الياسري وخزعل الماجدي.

وتتفق أغلب آراء الشعراء على أن الوضع السياسي والأمني المتردي انعكس على واقع النتاج الشعري الذي لا يشعر المتلقي تجاهه بأي متعة أو لذة وغياب الحس الجمالي في صناعة القصيدة التي تنطلق بإحساس ومسؤولية.

المصدر : الجزيرة