فنانة فلسطينية تغيث "اليرموك" بصوتها



صرخة الفلسطيني
وتشمل المبادرة إحياء سلسلة حفلات فنية ملتزمة في الضفة والداخل، يرصد ريعها لإغاثة أهالي مخيم اليرموك بدمشق الذين باتوا يواجهون الموت جوعا وبردا على مرأى ومسمع العالم.
وكما في بقية حفلاتها، غنت سلام قصيدة "طلّت البارودة والبطل ما طلّ" لزميلها وملهمها منشد الثورة الفلسطينية وشاعرها إبراهيم محمد الصالح (أبو عرب) ابن قرية السجرة في قضاء الناصرة.
وتقول الفنانة الفلسطينية في حديث للجزيرة نت إنها ترغب عبر صوتها في إسماع صرخة الفلسطينيين في الوطن لتمتزج بصرخة الجوعى والجرحى والخائفين داخل مخيم اليرموك في سوريا.
وتشير إلى أنها تقوم بمثل هذه الأمسيات الملتزمة لترصد ريعها لإغاثة اليرموك دفاعا عن إنسانيتها والتزامها بانتمائها لشعبها ولقضيته الوطنية.
وبنبرة حزينة تقول سلام أبو آمنة "يقتل شعبنا المعذب والعرب والعالم كله يتفرجون ويلفهم صمت مريب إزاء لاجئين محاصرين يضطرون للبحث عن النجاة من الموت جوعا بتناول لحم القطط والكلاب".

الصوت المناضل
ومنذ محنة اليرموك تحرص سلام في كافة حفلاتها على أداء أغنية خاصة بأطفال المخيم المنكوب "شو في أطفال فقرا عم تبكي.. أجيال عم تخلق بالحرب.. والعالم يلّي واقف يطّلّع.. العدالة ما إلها قلب وما تحكي..".
وتقول بحماس إن "من واجبي كفنانة وأم فلسطينية تكريس إمكانياتي الفنية لأخفف من عذابات شعبنا في اليرموك ومساندة حقهم بالعيش بكرامة وبالدواء والغذاء كبقية البشر حتى عودتهم لأوطانهم".
الفنانة الفلسطينية التي ولدت على سماع الموسيقى في بيت أسرتها تأثرت بالأغاني الطربية وأعجبت في صباها بأم كلثوم وفيروز، لكنها ما لبثت أن صارت معجبة بالفنانة جوليا بطرس "الملتزمة والصادقة" كما تقول.
واتجهت منذ سنوات نحو الفن الملتزم الذي يمنحها "شعورا عميقا بالرضى" وتحقق نفسها من خلاله، وهي دائمة البحث عن الموروث الفني الوطني معتبرة "أبو عرب" ملهمها.
واليوم هي واحدة من قليلات يحترفن العزف على العود -الآلة التي يعزف عليها الذكورعادة – بعدما درست أصول الموسيقى الشرقية والمقامات، لا تبحث في توجهها الفني عن شهرة أو مال، بل تحقق سعادتها بالكشف عن الحقيقة والتعبير عن جراح شعبها ومعاناته والتأكيد على العودة، معتبرة ذلك فنا ونضالا، وهي التي تشهر صوتها وعودها في "وجه الظلم والظلام والاحتلال".