أفلام تعرض إبداعات وهموما فلسطينية بعمّان



ويطرح الفيلم المرشح لجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي للمنافسة كأول فيلم فلسطيني قصير، سؤالين يدور أولهما حول كيف يتصرف الإنسان زمن الحرب؟! ويبين أن غريزة حب البقاء تستنفر وتدفع الإنسان للقيام بتأمين الطعام رغم معرفته بأنه قد يصاب برصاصة أو شظية قنبلة أو صاروخ.
وقال ردا على سؤال للجزيرة نت إن الحكم على الفيلم من عنوانه دون تمحيص مضمونه واستيعابه خطأ، فالمقصود هو البحث عن أمان للزوجين وضمان حقهما المشروع حتى في زمن الحرب، في حين يرى عرب أن الفيلم بحث عن حق بسيط لأي رجل وزوجته أثناء الحرب التي سلبت أبسط حقوقهما وهو الشعور بالأمان والبقاء فكيف بالحرية والكرامة!
وعن تقديم البطل بصورة وصفت بأنها انهزامية، أوضحا طرزان وعرب أن المحافظة على البقاء زمن الحرب مقاومة، و"الحفاظ على السلالة الفلسطينية وحتى الحلم مقاومة، فبقاؤه في الدار أفضل من خروجه حيث لا مأمن من القنابل والصواريخ".

قسوة الجدار
ويصور فيلم" شقة 14-10″ ومدته ثماني دقائق -وهو رقم القرار الذي اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة باستشارة محكمة العدل الدولية بشأن قانونية جدار الفصل العنصري- رجلا يقف بانتظار حبيبته ليحتفلا بعيد ميلاده، لكن الحبيبة تصطدم بجدار الفصل ونقاط التفتيش ويحتجزها الجيش للاستجواب. وفي ظل هذا الوضع الخارج عن الإرادة لا خيار أمامهما إلى الانتظار والترقب لانتهاء الاستجواب وفتح البوابة.
ويقوم الفيلم على فكرة بسيطة بالاعتماد على الصورة في محاولة البحث عن الحياة وإيصال معاناة الفلسطينيين للعالم تاركة للمشاهد التفكير واستكشاف قيمة أن تكون للفلسطينيين دولة بالأمم المتحدة ولا تستطيع الحبيبة الوصول إلى بيتها.
كما أن البحث عن تفاصيل إنسانية وأية مشاعر يدفع أي إنسان لأن يحس بهذه التفاصيل حتى الإسرائيلي الذي يقصف بطائرته المدنيين في غزة، فالحبيبة لم تأت لحضور عيد ميلاد زوجها لكنها أرسلت له هدية مع رجل آخر وقالت له "لم أستطع الحضور… بإمكانك أن تحتفل لوحدك".
والفيلم "شقة 14-10" ليس الأول الذي يطرح قضية جدار الفصل العنصري فقد سبقه فيلم "المتسللون" للمخرج خالد جرار الذي عايش المعاناة وسجل بالكلمة والصورة كيف أن إرادة الحياة وعدم الاستسلام لمخططات الاحتلال أوجدت طرقا وأساليب مبتكرة للتواصل تتفوق على تكنولوجيا الاحتلال.
ويدور الفيلم الثالث "غزة 36 ملم" (52 دقيقة) حول هدم وحرق دور السينما والمسارح والمكتبات والهلال الأحمر والمقاهي في غزة بتحريض من خطباء المساجد بحجة أنها أوكار للعهر والفسق والدعارة، وما يعرض في قاعات السينما لا يتفق والشريعة الإسلامية.
ويحمل تيارات إسلامية بعينها مسؤولية هذا الدمار الثقافي الذي لحق بما وصفها الفيلم بأنها أداة من أدوات المعرفة والتاريخ والثقافة، كما يلمح إلى أن هذه الجماعات الإسلامية تمثل قوى شدّ إلى الوراء، في حين يصف اليساريين والأطياف السياسية الأخرى بأنهم دعاة التنوير.