"بحيرة الوجع".. الطائفية والعنف الاجتماعي بالعراق

مجموعة من الفنانين الآخرين العاملين في الفيلم
undefined

علاء يوسف-بغداد

 
شرع المخرج العراقي جلال كامل بتصوير فيلمه الروائي الطويل "بحيرة الوجع" ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013، ليحكي هموم العراق المختلفة بعد الاحتلال الأميركي للبلد عام 2003، وما رافقه من عنف اجتماعي وسياسي وحرب طائفية وقتل وتهجير.
 
ويشارك في الفيلم عدد كبير من نجوم الدراما العراقية أمثال سعد محسن ومازن محمد مصطفى وسناء عبد الرحمن ووليد العبوسي ورضا طارش، وعلي النجار وغيرهم.
 
جلال كامل: الفيلم يناقش الواقع العراقي بعين وطنية محايدة (الجزيرة)
جلال كامل: الفيلم يناقش الواقع العراقي بعين وطنية محايدة (الجزيرة)

الطائفية ورسالة التعايش
ويقول مؤلف ومخرج الفيلم جلال كامل في حديثه للجزيرة نت "إن الفيلم يتحدث عن الأحداث التي حصلت في العراق ما بين عامي 2006 و2007، والتي أدت إلى مشاكل طارئة على المجتمع العراقي".

ويوضح أن الفيلم روائي طويل يتناول التهجير والقتل الذي قامت به المجاميع الإرهابية والمليشيات لمصالح شخصية استخدمت الدماء العراقية من أجل تحقيقها. وهو يناقش الأحداث والوقائع والمشاكل الاجتماعية بعين وطنية محايدة.

من جانبه يوضح الممثل وليد العبوسي أنه يؤدي دور الأب الإرهابي الذي يحمل أفكاراً ظلامية ضد الحب والفن والإبداع. وقال في حديثه للجزيرة نت "إن الصراع يبدأ عندما تختلف معه ابنته في الرؤية والتوجهات لأنها تعشق الحياة المدنية وتؤمن بالحب والإبداع، إلا أنه يخشى عليها من أخيها الذي لا يحترم القيم والمبادئ من الإقدام على قتلها.

ويؤكد أن رسالة الفيلم صريحة وواضحة، وهي ضد الجهل ومع التعايش القائم على الاحترام والحب والحوار في حل المشاكل العالقة بين أطراف الصراع لأن اللجوء إلى العنف والقتل يفقد البلد قدرته على التطور.

ويشير إلى أنه تم اختياره للدور عن طريق المخرج جلال كامل الذي يعرف عنه أنه يكتب الشخصية لممثل معين بعد دراسة قدراته، مبينا أن هناك مشاكل عديدة واجهت طاقم الفيلم منها صعوبة الوصول إلى موقع التصوير بسبب الإجراءات الأمنية.

‪‬ الفنانتان سناء عبد الرحمن (يسار) وبشرى إسماعيل أثناء تصوير مشاهد من
‪‬ الفنانتان سناء عبد الرحمن (يسار) وبشرى إسماعيل أثناء تصوير مشاهد من "بحيرة الوجع"(الجزيرة)

قضية مركبة
من جهته يؤكد الممثل رضا طارش في حديثه للجزيرة نت أن قصة الفيلم مهمة لأنها تعالج المشاكل التي حصلت في البلد من حروب وقتل وتهجير. وهي تدور حول عازف في الفرقة السمفونية العراقية (المخرج جلال كامل) يواصل العزف على آلته حتى في ظل العنف والقتل الذي يحصل في البلد ومنع الموسيقى من المجاميع المتشددة.

ويشير طارش إلى أنه يجسد دور الفلاح الذي يعمل في مزرعة الموسيقي، مما يجعل أطفاله يتأثرون به ويطالبون بضرورة التعلم على العزف إلا أنه يرفض بحجة أن أوضاع البلد لا تساعد على ذلك.

بدوره قال الممثل علي النجار في حديثه للجزيرة نت إن الفيلم يتحدث عن قضية مركبة وهي هيمنة الأعراف الاجتماعية، ودور الفن في إصلاح المجتمع من ناحية اكتساب المعرفة.

ويضيف النجار أنه يجسد شخصية "سعود" السلبية والمتشبعة بالعرف العشائري الذي يقوم بقتل أخته نتيجة قيامها بأمر محرم اجتماعيا وهو الحب. مؤكدا أن الفيلم يحمل رسالة بأن القتل ليس حلا وأن الحلول للمشاكل الفردية والجماعية لا بد أن تكون نتاج فكر حر ومنفتح لتفتح إمكانية التقدم.

ويقول الممثل حميد الجمالي في حديثه للجزيرة نت إنه يجسد شخصية الشيخ "كاصد" الذي تقتل ابنته بسبب علاقة حب شريفة، ويوضح أن هيمنة العادات والتقاليد بنواحيها السلبية في المجتمع كانت سببا في قتل البنت في الفيلم، كما لها أبعاد اجتماعية وسياسية خطيرة تؤثر على النسيج الوطني.

المصدر : الجزيرة