مثقفون وفنانون مصريون.. ثورة أم انقلاب؟!

خالد فهمي: التعتيم الإعلامي وتكميم الأفواه وانتهاء الأزمات المصطنعة كل ذلك يجلي الحقيقة
undefined
بدر محمد بدر-القاهرة
 
اختلف مثقفون مصريون حول ما جرى يوم 30 يونيو/حزيران الماضي، هل هو ثورة شعبية أدت إلى عزل الرئيس المنتخب، وإسقاط الدستور، أم أنه انقلاب عسكري مكتمل الأركان في ثوب مدني؟
 
الجزيرة نت استطلعت آراء عدد من المثقفين والفنانين، حيث يرى المنتج الفني محمد رحومة الفايد أن "ما حدث في مصر يوم الثلاثين من يونيو هو ثورة حماها الجيش، ولا يمكن أن تسمى انقلابا، لأن الانقلاب يصاحبه حظر التجوال، وأن تتولى السلطة شخصية عسكرية تعلن الأحكام العرفية، وهذا لم ولن يحدث في مصر".

وقالت الفنانة سميرة عبد العزيز إنها "ثورة بكل تأكيد، بل هي امتداد لثورة 25 يناير التي سرقت ولم تستكمل أهدافها، لقد قضينا سنة من أسوأ السنوات، فجاء يوم 30 يونيو ليعيد لنا الأمل في عودة هدف الثورة الخاص بالعدالة الاجتماعية".

‪فينوس فؤاد: منذ ستة أشهر ونحن نجمع توقيعات
‪فينوس فؤاد: منذ ستة أشهر ونحن نجمع توقيعات "تمرد"، فهذه ثورة لا انقلاب‬ (الجزيرة)

ضد الظلم
وأشار الفنان إيمان البحر درويش إلى أن "ثورة 23 يوليو 1952 كانت انقلابا عسكريا، أيده الشعب لمحاربة الظلم والفساد، وقامت ثورة 25 يناير 2011 ضد الظلم والفساد، وهكذا جاءت 30 يونيو، وستكون هناك ثورات متتالية في مصر إذا استمر الظلم والفساد".

وأكدت أستاذة النقد الفني فينوس فؤاد أن ما حدث هو "ثورة وليس انقلابا، لأن الانقلاب لا يقوم به سوى فئة قليلة العدد، ويكون بصورة فجائية، وهذا لم يحدث في ثورة ثلاثين يونيو، ومنذ ستة أشهر ونحن نجمع توقيعات "تمرد"، فضلا عن الفعاليات الاحتجاجية الأسبوعية".

ومن جهته يرى الروائي أشرف العشماوي أن ما حدث "ثورة شعبية خرج فيها ملايين من الشعب المصري من غير توجيه، خوفا على الوطن من التدهور والانهيار، والإجراءات التي اتخذت فور نجاح الثورة".

وقال رئيس مركز رامتان الثقافي محمد نوار إنه "لا يوجد انقلاب يكون موعده معروفا للجميع، والذي حدث في مصر هو ثورة قلبت أوضاعا مستقرة، وأتت بأوضاع جديدة، وأي ثورة عندما تقوم لا بد أن يكون لها قرارات تحاول من خلالها تثبيت أرجلها ولذلك فإن الحريات تتراجع".

انقلاب بوجه مدني
وفي المقابل يرى الناقد السينمائي أمير العمري أنه "انقلاب بوجه مدني وغطاء ديني شعبي، أدى مع الأسف إلى عودة نظام مبارك إلى السلطة مرة أخرى، كما أعطى قبلة الحياة للدولة الفاسدة، وهذه هي الطامة الكبرى".

ووصف رئيس اتحاد الناشرين المصريين عاصم شلبي ما حدث بأنه "انقلاب تم التخطيط له بذكاء وخبث منذ فترة، وليس وليد شهر يونيو/حزيران، وشارك فيه قادة الجيش وجهاز أمن الدولة، وحُشد غطاء شعبي له، تبريرا ليس إلا".

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة سيف الدين عبد الفتاح أنه "انقلاب عسكري أعقبه انقلاب مؤسسات إعلامية رأسا على عقب على خطابها قبل أحداث 30 يونيو، وباء بوزره جوقة الليبراليين المزيفين، والإعلاميين الذين صدعوا رؤوسنا بحرية التعبير، وولولوا خوفا على حرية الكلمة والإبداع".

وقال الفنان وجدي العربي "أي ثورة هذه ضد حاكم يسبه طوب الأرض، ولا يعاقب أحدا، ولا يغلق منبرا إعلاميا ولا يقصف قلما ولا يحبس معارضا، ولا يمنع حركة أو هيئة من التخطيط لإسقاطه، فأي ثورة هذه؟!".

الشافعي: الشعب المصري لا يستحق كل هذا القمع والقتل وتكميم الأفواه (الجزيرة)
الشافعي: الشعب المصري لا يستحق كل هذا القمع والقتل وتكميم الأفواه (الجزيرة)

ثورة مضادة
وقال رئيس مجمع اللغة العربية حسن الشافعي إن الشعب المصري لا يستحق كل هذا القمع والقتل وتكميم الأفواه المستمر منذ انقلاب الثالث من يوليو/تموز، ولنا أن نعلم أنه خلال عام كامل ظلت أحزاب وصحف وقنوات تهين الدكتور مرسي وأسرته، ومع ذلك لم يغلق صحيفة ولا حاكم صحفيا، فهل هناك حرية الآن؟!".

وبدوره أكد المفكر القبطي رفيق حبيب أنه "بالفعل انقلاب عسكري، بدعم من قطاع من المجتمع، لتحقق الثورة المضادة أول انتصار لها على ثورة 25 يناير 2011، وتصبح الثورة المصرية بل والربيع العربي كله في خطر، فالانقلاب العسكري أعاد النظام السابق الفاسد للحكم، بعد أن أسقطته ثورة يناير".

وقال خالد فهمي رئيس دار الكتب والوثائق القومية الذي قدم استقالته احتجاجا على ما وصفه بالانقلاب العسكري، إن "التعتيم الإعلامي وتكميم الأفواه، وعودة قوات الشرطة للخدمة، وانتهاء الأزمات المصطنعة، وأيضا الدعم الخليجي، كل ذلك يجلي الحقيقة، ويكشف لكل زائغ أو متردد أنه انقلاب".

المصدر : الجزيرة