"الرجل الأحزن" مسرحية تبحث عن الحرية

لقطة من العرض المسرحي - الرجل الأحزن- 1
undefined
توفيق عابد-عمّان

وجهت المسرحية الأردنية "الرجل الأحزن" التي قُدمت على مسرح هاني صنوبر بالمركز الثقافي الملكي وسط العاصمة الأردنية عمّان مساء الاثنين رسالة واضحة مفادها أن الحرية داخل المجتمعات العربية تُغيب فيها الحقائق.

وجاءت المسرحية التي أخرجها أحمد سرور وقام ببطولتها ضمن أمسية نظمتها "شبكة رسل الحرية" تحت عنوان "نغني للحرية" تضمنت قراءات شعرية للشاعر محمد المعايطة.

وقال سرور إن كل شخص يرى مصطلح الحرية من منظوره الخاص لكن المسرحية عرضت مفهوما جديدا يتمحور حول أن الحرية هي الحقيقة لأن منطق الأشياء لا يحمل معنى آخر.

وأضاف سرور أن العرض رحلة بحث عن الحرية وهذه ليست رحلة جديدة فالإنسان يبحث عن الحرية والقانون المثالي ليصل إلى المدينة الفاضلة ونحن نؤمن بأن المسرح قادر على تطوير الفرد والمجتمع.

وجه العرض انتقادات لما سماه
وجه العرض انتقادات لما سماه "الإسلام السياسي المدعوم من الغرب"(الجزيرة)

وسلط العرض الذي ينتمي لمسرح الشارع أضواء على قضايا سياسية واجتماعية وعاطفية وخاطب الجمهور بلغة مباشرة مطالبا بالمشاركة في البحث عن الحرية والعدالة.

مجتمع وسياسة
وأدهش الممثلون الشباب عضيب عضيبات وأحمد أبو كوش وإبراهيم نوابله وأمجد حجازين جمهورهم بتفوقهم على من سبقوهم في اقتحام مناطق ليس من السهولة دخولها باستغلال سقف الحرية المتوفر حتى ملامسته من خلال شخصية "أبو الشويره الحمر" ورجل القانون الذي حاول إطلاق سراح الشاعر والعالم ولم يجد مخرجا بقانون من صنع يديه.

ووجه العرض انتقادات لما سماه "الإسلام السياسي المدعوم من الغرب" عقب الربيع العربي، متحدثا عن "غربنة الإسلام" الذي يهدف للوصول للسلطة واعتبر أن سبب سقوط ثلاثة رؤساء عرب هو عدم فهمهم للمطالب الشعبية مما سهّل التدخلات الخارجية حسب المسرحية.

ويتضمن العمل إشارات اجتماعية صارخة مفادها أن المجتمع الأردني يفتقد الحب والتضامن والتكافل وأن أحلام الفقراء أصبحت صغيرة جدا لا تصل حتى فكرة الحلم، وأخرى تدور حول إشكالية الخلل في التعامل بين السلطة والشارع عقب تفجر ثورات الربيع العربي فالنتائج لا تتناسب والطموحات.

‪(الجزيرة)‬ عياد يرى أن شخصية العرض المركزية حملت الدلالات الفاضحة للحكم الفردي
‪(الجزيرة)‬ عياد يرى أن شخصية العرض المركزية حملت الدلالات الفاضحة للحكم الفردي

وحسب الناقد المسرحي جمال عياد فأبو الشويرة الحمره -وهو شخصية العرض المركزية- حمل دلالات المسرحية الفاضحة للحكم الفردي والبناء الرمزي بأنها العمارة التي يمتلكها فمن شاء يدخله أو يقصيه فهو الحاكم المطلق المستبد حيث يسكن الطابق العلوي وأتباعه بالطوابق الأخرى والشعب بالطابق الأخير.

واعتبر عياد أن عرض الفرقة المختصة بمسرح الشارع، تراجع عن هويتها وأهدافها التي تتمثل في الوصول إلى الفئات الاجتماعية الشعبية التي لا تستطيع الوصول إلى المركز الثقافي الملكي.

مهاجمة الصحفيين
وخلال الأمسية عرض فيلم وثائقي بعنوان "قيدت ضد مجهول" لأحمد الحمد وأنس ضمرة ورنيم أعده مركز حماية وحرية الصحفيين بعمّان تناول الاعتداء على الصحفيين من قبل قوات الدرك الأردنية في الخامس عشر من يوليو/ تموز 2011 أثناء تغطية مظاهرات غابة النخيل وسط  عمّان.

ووفق الفيلم -ومدته خمس دقائق- الذي تضمن شهادات لصحفيين ورجال أمن فإن ارتداء الصحفيين سترات مميزة باتفاق بين نقابة الصحفيين ومديرية الأمن كان فخا ليسهل تمييزهم والاعتداء عليهم، وانتقد عدم محاكمة أو مساءلة أحد رغم وعود الحكومة. 

المصدر : الجزيرة