إقبال ملفت بمعرض الرياض الدولي للكتاب

الساعات الأولى من المعرض
undefined
 
هيا السهلي-الرياض
 
بهامش حرية أكبر لم يمنع المطالبة بالمزيد وحضور نسائي ملفت، يتواصل معرض الرياض الدولي للكتاب حتى 15 مارس/آذار الحالي، إذ تجاوز عدد زوار المعرض -الذي تحضره أكثر من 950 دار نشر- مليون زائر خلال أيامه الأربعة الأولى.
 
ويتضمن المعرض أكثر  من 250 ألف عنوان، وأكثر من مليون عنوان لكتاب إلكتروني، شملت مختلف المجالات الثقافية والعلمية والفكرية والاقتصادية، لكن يبقى الاهتمام الأكبر للقراء هو الكتاب السياسي أو "الممنوع"، ويكرر الكثيرون هذا السؤال على دور النشر والعارضين.
 
‪‬ جانب من دور النشر والزوار بمعرض الرياض للكتاب الدولي(الجزيرة)
‪‬ جانب من دور النشر والزوار بمعرض الرياض للكتاب الدولي(الجزيرة)

هامش حرية
بيد أن معرض الكتاب هذا العام اتسم بسقف عال من الحريات والكتب ذات الطرح الجريء التي تتناول الشأن السعودي إذ يقول وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر الحجيلان للجزيرة نت "لا كتاب ممنوعا إلا ما يُتفق على منعها كالكتب المقرصنة والمنسوخة أو التي فيها اعتداء على ثوابت الدين".

وأضاف الحجيلان أن "الناشر العربي بدأ يدرك أن هناك معايير للنشر الجيد، وهناك ضوابط لصناعة الكتاب، وأصبح يتحاشى المعلومات غير الموثقة، أو التي هدفها الإثارة فقط، مما أدى إلى رقابة أخف"، وأضاف أن الكتب التي تتبع المنهجية في الطرح "نخضع لها" حتى ولو اختلفنا معها في الرأي.

ومع هامش الحرية الذي سمح به المعرض، كانت الإصدارات التي تتناول الشأن السعودي والسياسة والتاريخ الأكثر عرضا وطلبا. وكان كتاب "الوهّابيّة.. بين الشِرك وتصدّع القبيلة"، الصادر عن الشبكة العربية للأبحاث وتأليف الكاتب السعودي خالد الدخيّل، قد أثار جدلا كبيرا وكثر عليه الطلب وبيع منه خلال يومين 1500 نسخة، وهو تدوين في تاريخ "الحركة الوهابية" و"نشأة الدولة السعودية" خارج إطار الرواية الرسمية المعتمدة لهذا التاريخ.

كما كثر الطلب والحضور لتوقيع كتاب "لا إكراه في الوطنية" للكاتب السعودي الدكتور زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو، ويتناول العلاقة الملتبسة بين الدين والوطن، وصدر الكتاب عن المركز الثقافي العربي في بيروت والدار البيضاء.

وكثر الطلب على بعض الكتب ونفذت بسرعة كما حصل كتاب "حكايا سعودي في أوروبا" للكاتب السعودي عبد الله الجمعة والذي أصدرته دار المدارك وقدمت معه أيضا الكثير من العناوين الجذابة والمتنوعة.

‪(الجزيرة)‬ المدارس نظمت رحلات لطلابها لزيارة المعرض
‪(الجزيرة)‬ المدارس نظمت رحلات لطلابها لزيارة المعرض

الشباب والفضول
وفي أروقة المعرض يتفوق الحضور النسائي على الرجالي على عكس السنوات الماضية، وفوجئ الكثير من العارضين الذين اعتادوا الحضور لمعرض الرياض بالحضور الكثيف للمرأة وإقبالها على الكتب المعروضة بمختلف أشكالها بما فيها تلك التي تتعرض للقضايا العربية والإقليمية.

وبعيدا عن السياسة، اختلفت أذواق ومشارب الشباب الجامعيين الذين التقتهم الجزيرة نت وكانت أنظار الكثيرين وميولاتهم تتجه لكتب علم النفس ولغة الجسد، أما الفتيات فيقودهن فضولهن للبحث عن كتب تجيب على أسئلتهن المختلفة بما فيها كتب الفلسفة والمنطق والعلاقة بالآخر. وتقول الطالبة الجامعية لمى الناصر للجزيرة نت إنها تبحث عن إجابات لأسئلة لم يوفرها محيطها.

أما ربات البيوت وأطفالهن فكان وجودهم بكثافة عند ركن الأطفال والكتب الدينية والسيرة والطبخ، وساهمت وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر في تسويق الكتب حيث يتبادل السعوديون تعليقات "كتاب أنصح به أو كتاب أعجبني".

وتوفر إدارة المعرض استمارات للزوار لتدوين ملاحظاتهم على الإصدارات والكتب بالمعرض، لكن رئيس لجنة المطبوعات بالمعرض يوسف اليوسف كان قد أكد عدم سحب أي كتاب من الكتب المعروضة بدور النشر حتى الآن.

وكانت دراسة حديثة قامت بها وحدة الدراسات والبحوث بالمجلة العربية بعنوان "واقع القراءة الحرة في المملكة العربية السعودية" ونشرت بالمعرض قد أكدت أن 78.39% من إجمالي السعوديين يمارسون القراءة الحرة و53% يقبلون عليها بوصفها عادة ثابتة.

ووفقا للدراسة تحتل الأخبار (سياسية واقتصاد وأحداث جارية) الصدارة في القراءة، ويبلغ متوسط إنفاق المواطن السعودي على شراء الكتب غير الدراسية أو الصحف والمجلات 378.8 ريالا (101 دولار) سنويا.

المصدر : الجزيرة