القارئة العربية في معرض الدوحة للكتاب

صور من معرض الكتاب بالدوحة

undefined

خاص-الجزيرة نت

جزء أساسي من نهضة أي مجتمع مرتبط بدرجة الوعي عند المرأة، ومع انفتاح المجتمع العربي في نظرته للمرأة واهتمامه بدورها، أدركت المرأة العربية أهمية تسلحها بالثقافة والعلم.

في جولة للجزيرة نت في معرض الدوحة الرابع والعشرين للكتاب، يمكنك أن تلاحظ بوضوح تفوقا ملفتا للنساء على الرجال في الحضور، مع الإشارة إلى تناقص عدد الحضور بصفة عامة مع مرور أسبوع على بدء فعاليات المعرض الذي انطلق في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الجاري ويختتم في الرابع عشر منه.

تنوعت أعمار النساء ومعها أيضا الاهتمامات, فمنهن من أتت مع أطفالها لتقتني كتبا عن الطبخ
والعناية بالأطفال, وفتيات في عمر الزهور اتجهن للروايات الأدبية والعاطفية, وأخريات اهتممن بالسياسة والأدب.

آمال محمد (٣٦ عاما) فلسطينية، اصطحبت أطفالها الثلاثة وجاءت المعرض لتقتني كتبا لها ولهم أيضا، انصب اهتمامها على الكتب الدينية, وقالت أيضا إنها تعتبر كتب "الطبخ" واجبا عليها وتدخل في نطاق مسؤولياتها, وبررت عدم اهتمامها بالتوسع أكثر في القراءة بعدم توفر وقت فراغ كبير لها، "أمي أصبحت تقرأ أكثر مني الآن برغم ضعف نظرها لأنها عندها وقت فراغ كبير".

ضعف في الإقبال مع دخول فعاليات المعرض أسبوعها الثاني (الجزيرة)
ضعف في الإقبال مع دخول فعاليات المعرض أسبوعها الثاني (الجزيرة)

قراءات متنوعة
أما صافي وصديقتها بيلا, أردنيتان "١٦ عاما" اللتان تدرسان في مدرسة أجنبية فاختلفت اهتماماتهما كثيرا، فصافي تأتي إلى المعرض من أجل نوعيات متخصصة من الكتب وتقرأ لأدباء عالمين معروفين مثل تشارلز ديكنز وغيره، فهي تهوى قراءة الكتب الخيالية والروايات الكلاسيكية باللغتين الإنجليزية والعربية. وتقول "في عائلتنا النساء يقرأن أكثر فأبي ينشغل بعمله وإخوتي يهتمون أكثر بالرياضة".

أما بيلا فتعزي اهتمام النساء بالكتب أكثر إلى أن "المرأة أكثر عاطفة" والكتاب يخاطب أحاسيس الإنسان بحسب تعبيرها.

وتقول فاطمة العطية -قطرية (٢٢ عاما)- لست من هواة القراءة، "لكن قد اشتري بعض الروايات"، وترى فاطمة أن النساء يهتممن أكثر بالمجيء للمعرض في حين يأتي كثير من الرجال فقط للتجول.

وفي حين بدأ الجيل الجديد الاتجاه إلى الكتاب الإلكتروني على حساب الكتاب المطبوع تقول تسنيم محمد -(١٤ عاما) قطرية- صحيح أن الكتاب الإلكتروني يلقى رواجا الآن إلا أن الكتاب الورقي يحتفظ برونقه، فهو "كالذهب بين يديك" وقد تحتفظ بنسختين من الكتاب الإلكتروني والمطبوع.

الاهتمام بمعارض الكتاب
بدورها، أكدت دكتورة لطيفة النجار صاحبة "دار العالم للنشر" على ذلك موضحة أنه قد يتفوق الكتاب الإلكتروني في الدول الغربية أكثر لكن الناشر الإلكتروني لم يحظ برواج بعد في الدول العربية.

دكتورة لطيفة النجار صاحبة
دكتورة لطيفة النجار صاحبة "دار العالم للنشر"(الجزيرة)

وعن القارئة العربية تقول لطيفة النجار إنها لا تتفق مع ما يقال عن أن المرأة العربية لا تقرأ ولكن المواطن العربي بحسب رأيها مستغرق في كثير من الهموم والمشاكل التي تصرفه عن الكتاب رغما عنه. 

وتعتقد أن الإقبال على المعرض في الدوحة "يبدو ضعيفا مقارنة بالمعارض التي تنظم في أماكن أخرى" من الدول العربية.

وفسر رئيس لجنة المعارض العربية والدولية الدكتور مسعد الشعير ضعف الإقبال على المعرض بأن "الاهتمام بالقراءة مسؤولية تقع على عاتق مؤسسات الدولة بشكل أساسي، ويجب أن يكون معرض الكتاب تظاهرة ثقافية".

مضيفا, أن هناك دولا تتعامل مع معرض الكتاب على أنه مهرجان متكامل، "الشارقة على سبيل المثال، تدفع بمؤسساتها في سبيل دعم المعرض، من خلال الوزارات المختلفة، فعند دخولك للمطار أو تنقلك بالمواصلات العامة أو مشاهدة التلفزيون تجد دعايات في كل مكان للمعرض وموعده. وفى مسقط تتجه كل المدارس إلى المعرض وتسجل (حضورا وانصرافا)، بدعم من وزارة الثقافة في سلطنة عمان".

معارض الكتاب هي إحدى أدوات النهضة الثقافية في المجتمعات الحية, ونشر الكتاب بكل الوسائل الممكنة من شأنه أن يرقى بمستوى الوعي في المجتمع عموما والمرأة خصوصا, حقيقة أكدتها كل من التقتهن الجزيرة نت في جنبات المعرض.

المصدر : الجزيرة