الكُتاب العرب وهاجس التحولات بالمنطقة
وأضاف البيان أن المجتمعين استعرضوا تأثير تلك التحولات على الحركة الثقافية والأدبية والسياسية، وأنهم تداولوا الواقع السياسي وتطلعات الجميع إلى الإصلاح والحريات العامة والحياة الديمقراطية السليمة.
ودعا البيان لبلورة مرجعية معرفية لتشخيص ما يجري واستشراف آفاقه، لاستعادة دور الثقافة والمثقفين في التغيير المنشود، ولمواجهة الخطاب التكفيري وإطلاق إستراتيجية تنوير شاملة تحتفي بالعقل والوعي النقدي والذائقة الجمالية، وتؤكد على هوية الأمة وتربط بين الحريات الفردية والعدالة الاجتماعية والتكامل القومي.
كما أكد ضرورة إعلان ميثاق شرف ثقافي يلزم المثقف بعدم التورط في أي شكل من أشكال التضليل والتحريض المذهبي والجهوي أو التحريض على القتل وسفك الدماء، وعدم الدعوة إلى التدخل الخارجي في أي بلد عربي.
أما بيان الحريات بالوطن العربي، فقد أكد أن رأي الكاتب وإبداع الأديب والمفكر ينبغي ألا يكون سببا للمساس بحريته، وأن الاتحاد يرى أن حرية الكاتب هي الضمان القادر على توسيع رقعة الجمال في مواجهة القبح والانكسار.
مسؤولية المثقف
وحول الدور المنوط بالكاتب العربي في ظل التحولات الراهنة، أكد الأمين العام للاتحاد رئيس اتحاد الجزائر يوسف شقرة، في حديث للجزيرة نت، أن الكاتب العربي بهذه المرحلة تقع عليه المسؤلية الكبرى كونه ضمير الأمة، فينبغي أن يكون المتنور والمنور الأول بأفكاره وقناعاته لاستشراف القادم.
وطالب شقرة الكتاب بأن يعطوا منهاجا مرحليا يساعد على تخطي الأزمات الحالية التي تعيشها الأمة العربية.
ومن جانبه، توقع الأمين العام لاتحاد الكتاب اللبنانيين د. وجيه فانوس تحولات أكبر مما حدث، واصفا الراهن الثقافي والسياسي بغير المستقر، وأن المنطقة قد تمر بما سماه مرحلة إرهاصات الإبداع أو الانحطاط، ودعا الكتاب العرب إلى التفاعل بإيجابية وبرؤية إستراتيجية مستقبلية واضحة غير مرتهنة للتقلبات الآنية.
كما تحدث للجزيرة نت الأمين العام للاتحاد القومي للأدباء والكتاب السودانيين د. الفاتح حمدتو مؤكدا أن مرحلة ما بعد الربيع العربي أثرت كثيرا على المجريات الثقافية بالمنطقة مستحدثة ثقافة جديدة يأمل أن تكون في مصلحة الوطن العربي.
يُشار إلى أن هذا الاجتماع الذي استضافته الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء حضره ممثلو اتحادات وجمعيات وروابط الكتاب والأدباء الأعضاء بالاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، وصاحب الاجتماع معرض للكتاب العُماني وآخر للفنون التشكيلية العُمانية وندوة عن ملامح الثقافة العُمانية وليال شعرية وبورتريهات لوجوه كتاب عرب.
كما تضمنت الفعاليات تسليم جائزة القدس للكاتبة المغربية خناتة بنونة صاحبة رواية "النار والاختيار" وقد تبرعت بها مالياً لصالح مؤسسة بيت المقدس.