انتهز المخرج الفلسطيني الشاب أيمن العمريطي فرصة الإعلان عن إقامة مهرجان فلسطين الدولي لسينما الأطفال لأول مرة في غزة، وأعد له فيلما قصيرا من وحي معاناة أطفالها، ليسجل بهذه المشاركة حضورا لم يتح له بالخارج من قبل بفعل ظروف الحصار.
يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية هذه الأيام ذكرى الحرب الثانية التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة لمدة ثمانية أيام بدءا من 14 من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.
ورغم اختلافهم السياسي والانقسام الحاد بين حركتي التحرير الفلسطينية (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس)، يتفق الفلسطينيون -شعبيا على الأقل- على تبني اسم "حجارة السجيل"، وهو الاسم الذي تبنته المقاومة في وصف العدوان الذي أطلقت عليه إسرائيل اسم "عامود السحاب".
وانتشرت الأعمال الفنية التي تمجد دور المقاومة الفلسطينية وتصديها للعدوان على جدران المنازل وفي الشوارع المختلفة في عدد من محافظات الضفة الغربية، مذكرة بالهبة الشعبية الواسعة للمواطنين هناك رفضا للعدوان إبان الحرب.
ولجأ الفلسطينيون في الضفة الغربية إلى الأعمال الفنية للتعبير عن احتفائهم بالنتيجة التي آلت إليها الحرب وعدوها نصرا للمقاومة.
عروض ومطبوعات
فقد تحلق عشرات المواطنين في ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس حول ناشط شبابي وزع عليهم مطبوعات ملونة تحمل تصاميم فنية لصواريخ المقاومة وللشهداء، وفي مقدمتها لوحة فنية لقائد كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي أدى اغتياله مع مرافقه محمد الهمص لاندلاع الحرب.
وقال الناشط الذي اكتفى بالتعريف على نفسه باسم حازم إنه أعد المطبوعات بجهد ذاتي وبالتعاون مع نشطاء ومصممين غرافيك لتذكير المواطنين "بأمجاد المقاومة وبطولاتها"، على حد تعبيره.
وغير بعيد عن ميدان الشهداء كان الصمت يخيم على تجمع ضم أكثر من ألف طالب وهم يتابعون عروض فيديو يوثق ذكريات الحرب في جامعة النجاح الوطنية.
وقال أحد النشطاء الطلابيين هناك إن زملاءه ما زالوا يعيشون "فرحة الانتصار" في ذكرى حرب "حجارة السجيل".
وكانت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس قد أطلقت مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل ردا على اغتيال قائدها أحمد الجعبري، لكن وصول الصواريخ إلى مواقع لم تصلها من قبل في القدس وتل أبيب جسد التطور النوعي للمقاومة الفلسطينية.
الكتلة الإسلامية قالت إن الاحتلال الذي قتل عرفات بالسم والجعبري بالصواريخ لا يفرق بين فلسطيني وآخر على خلفية الانتماء |
إجماع شعبي
وعلى مدخل الجامعة العربية الأميركية في جنين انتشرت لوحات تروي قصة الحرب، أكثرها لفتا للأنظار واحدة حملت صورة الجعبري والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي حلت ذكرى رحيله مسموما الأيام الماضية.
وقالت الكتلة الإسلامية التي وضعت اللوحة إنها أرادت نقل رسالةٍ للطلبة مفادها أن الاحتلال الذي قتل عرفات بالسم والجعبري بالصواريخ لا يفرق بين فلسطيني وآخر على خلفية الانتماء.
ووزع نشطاء شبابيون من جامعة القدس بيانات على المصلين في المسجد الأقصى المبارك تحمل عنوان "المقاومة توحدنا في ذكرى الانتصار"، فيما حملت سطور البيان كثيرا من الإشارات لخروج الفلسطينيين من كل الاتجاهات في موجة شعبية داعمة للمقاومة في وجه العدوان.
تفاعل كبير
وأطلقت الطالبة إسلام السويطي من الخليل لريشتها العنان وهي ترسم لوحاتٍ تمجد أيام الحرب، لكن أكثرها بروزا كانت تلك التي حملت وجها معبرا لقائد القسام أحمد الجعبري الذي تحول اسمه إلى أيقونة لا يختلف الفلسطينيون على "فدائيتها".
فقد سارعت عشرات المواقع والصفحات الإلكترونية المحلية لنشر اللوحة التي حصدت عددا كبيرا من إشعارات الإعجاب في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال أحد المعلقين إن الجعبري اكتسب مكانته بين الفلسطينيين لجهده الكبير في حرب غزة الأولى عام 2008، ولكونه المسؤول المباشر عن إنجاز صفقة تبادل الأسرى الشهيرة مع الاحتلال.
وبين "عامود السحاب" و"حجارة السجيل" وضعت الحرب على غزة أوزارها في ثمانية أيام تمثل هنا في الضفة الغربية مصدرا فنيا خصبا للإلهام.