السنغال.. عاصمة فن النحت بغرب أفريقيا



ويرى النحات مالك إمباي أن النحت ارتبط في الثقافات الأفريقية القديمة ببعض المعتقدات الوثنية والسحر، حيث كان الاعتقاد السائد أن بعض المجسمات الخشبية أو الأقنعة قد تكون لها وظيفة روحية، بسبب اعتقاد البعض ساعتها في قدرة هذه المجسمات على جلب النفع أو دفع الضر أو الحماية من الأرواح الشريرة.

ملتقى فن النحت
واستضافت العاصمة السنغالية بداية الشهر الجاري ملتقى أفريقيا حول فن النحت بالقارة السمراء شارك فيه فنانو نحت من دول أفريقية متعددة.
وكان الهدف من الملتقى تعزيز القدرات الإبداعية لفناني النحت وتشجيع المشاركين لتطوير فن النحت الأفريقي وتبادل التجارب، حسب منظمي الملتقى.
وتستعد البلاد لاستضافة أكبر تظاهرة أفريقية للنحت منتصف العام المقبل في إطار معرض "آر-داك" الدولي للفنون، الذي ترعاه وزارة الثقافة في البلاد، وسيشارك فيه فنانو نحت من جنسيات أفريقية وعالمية.
كما حقق بعض كبار فناني النحت السنغالي كالفنان عثمان صو شهرة كبيرة بعد أن ناهز زوار معروضاته الفنية في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية في السنوات الأخيرة عشرات الملايين ممن يستهويهم فن النحت الأفريقي.
وبفعل كثرة النحاتين وانتشار فن النحت وتجذره، تطغى مجسمات النحت على مظاهر الحياة العامة بالعاصمة السنغالية دكار، حيث عرفت المدينة في عهد الرئيس السابق عبد الله واد تشييد الكثير من التماثيل تعبيرا عن ارتباطه بالجذور والثقافة الأفريقية.
وشهد عهد الرئيس واد بناء تمثال النهضة الأفريقية الذي يعتبر أضخم تمثال في أفريقيا. ويبلغ طول التمثال -الذي تم تدشينه في الرابع من أبريل/نيسان 2010- حوالي 52 مترا، وهو مكون من مادتي البرونز والنحاس.
ويجسد التمثال زوجين يحملان طفلهما ويتجهان برأسيهما نحو السماء، في إشارة إلى خروج أفريقيا من نير الاستبداد والحروب والفقر، والتطلع إلى عالم جديد ينهي عصور التخلف، حسب القراءة الفنية لواضعي التمثال.