الإنترنت يسوّق "التشكيلي" العراقي

تسويق لوحات تشكيلية لفنان عراقي على الانترنت

undefined

علاء يوسف-بغداد

اضطر الفنانون التشكيليون العراقيون بعد الاحتلال الأميركي لبلدهم إلى تسويق أعمالهم بأنفسهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تراجع الحالة الثقافية، والإعراض عن شراء اللوحات الفنية، نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية التي أدت إلى إغلاق صالات العرض وهجرة الفنانين.

التشكيلية تارة الصالحي قالت للجزيرة نت إن قلة قاعات العرض في العراق وتدني الدعم المالي والمعنوي من المؤسسات الثقافية ذات العلاقة بالفن التشكيلي ساهما بشكل كبير في لجوء الفنان إلى فضاء الإنترنت لعرض أعماله الفنية للجمهور من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كفيسبوك وتوتير. وتضيف "تمكنت من بيع لوحة واحدة خارج العراق عن طريق الانترنت بـ300 دولار".

‪عبد الحكيم وجد رواجا للوحاته عبر الإنترنت في أكثر من بلد‬ (الجزيرة نت)
‪عبد الحكيم وجد رواجا للوحاته عبر الإنترنت في أكثر من بلد‬ (الجزيرة نت)

حلقة وصل
ويتفق الرسام وسام الفراتي مع زميلته الصالحي قائلا إن قلة صالات العرض في العراق أدت إلى ارتفاع تكاليف تأجيرها لأكثر من 800 دولار، في ظل غياب اهتمام الدولة العراقية بالفنان التشكيلي، الذي يضطر لعرض أعماله عبر الإنترنت.

ويؤكد الفراتي أن الإنترنت شكلت حلقة وصل بين فنه والمعجبين به، الذين يتواصلون معه طلبا لأعمال محددة أو شراء ما ينتجه من لوحات، مضيفا "تجد لوحاتي رواجا بين محبيها في دول عدة منها الإمارات والنرويج وألمانيا وغيرها".

وتابع أنه يتعمد عرض أعماله التشكيلية بأسعار زهيدة لنشرها على أوسع نطاق بين جمهوره، لافتاً إلى أنه تمكن من بيع بعض لوحاته عن طريق الإنترنت بـ"1500 دولار".

ويقول الفراتي إنه ابتدع أسلوبا تشكيليا جديدا تم تثبيته باسمه في وزارة الثقافة، إلا أن الوزارة ترفض إقامة معرض له لنشر إبداعاته، مما اضطره إلى عرضها في الأماكن المفتوحة، وهو ما يؤثر سلبا على قيمة لوحاته.

بدوره يقول الفنان التشكيلي فاضل عبد الحكيم إن التسويق عبر الإنترنت أصبح شائعا مؤخرا، وقد "تمكنت من بيع لوحات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي أو البريد الإلكتروني بسبب الصعوبات التي تواجهني في إقامة المعارض الفنية".

ويضيف عبد الحكيم في حديثه للجزيرة نت "شاركت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي في إقامة معارض مشتركة مع فنانين في منظمة الأمم المتحدة وبعض مؤسسات الدولة العراقية".

ويؤكد أن وزارة الثقافة لا تتعامل مع الفنان على أساس فنه، بل وفق علاقاته الشخصية، لأن "هناك بعض الفنانين المبتدئين أقاموا معارض في وزارة الثقافة بينما لا يسمح للمحترفين بذلك".

ويواصل حديثه "إن الفنان لجأ لمواقع التواصل الاجتماعي لتسويق أعماله بسبب افتقاده لقاعات العرض، وإن وجدت فهي غير مهيأة للعروض الفنية بسبب الانقطاع الطويل للتيار الكهربائي وانعدام أجهزة التكييف والتبريد".

تشكيليون عراقيون يخشون سرقة لوحاتهم على الإنترنت(الجزيرة نت)
تشكيليون عراقيون يخشون سرقة لوحاتهم على الإنترنت(الجزيرة نت)

بين السرقة والاستغلال
من جهة أخرى لا يفضل الفنان التشكيلي رحيم السيد عرض لوحاته على شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع في الإنترنت، لأنها قد تتعرض للسرقة من قبل بعض الدخلاء على الوسط التشكيلي.

ويضيف في حديث للجزيرة نت أن "إقامة المعارض الفنية هي الطريق الصحيح للترويج للأعمال التشكيلية، لأنها تعرض في المكان السليم الذي يضيف إليها تألقاً أكثر من خلال الإنارة والمساحة"، مؤكداً أنه تلقى العديد من الدعوات لإقامة معارض فنية داخل العراق عن طريق هذه المواقع.

في الإطار ذاته، قال الناقد التشكيلي صلاح عباس إن بغداد كانت تحتضن في السابق أكثر من 40 قاعة عرض للأعمال الفنية لكنها تراجعت إلى ثلاث فقط، بسبب ما مر ويمر به العراق من تردٍ أمني وسياسي.

وأضاف متحدثا للجزيرة نت أن "وضع العراق المضطرب لا يشجع على مجيء السياح الأجانب إليه، وعملية تسويق وبيع الأعمال الفنية تزدهر بوجود السياح".

وأشار عباس إلى أنه يجري استغلال ظروف الفنان العراقي الصعبة، التي تمنعه من تسويق أعماله كما يستحق، فيستثمرها البعض ببيعها بأسعار جيدة خارج العراق. ويضيف أن لوحاته التي يبيعها بمائتي دولار، يتم تسويقها في الأردن بأضعاف هذا المبلغ.

المصدر : الجزيرة