مثقفون بالبصرة يشككون باهتمام الحكومة بالثقافة

كريم جخيور رئيس اتحاد ادباء البصرة
undefined

البصرة-عبد الله الرفاعي

رغم الأنشطة الثقافية المتعددة التي تقام في محافظة البصرة، والتي من أبرز أدبائها بدر شاكر السياب ومحمود البريكان ومحمد خضير، يشكو بعض مثقفي المحافظة من عدم اهتمام الحكومة المحلية بملف الثقافة ويشككون في جدية قرار مجلس المحافظة الذي أقره مطلع العام الحالي بتخصيص نسبة 5% من ميزانية المحافظة لدعم الأنشطة الإعلامية والثقافية والرياضية.

وقال رئيس اتحاد الأدباء في البصرة كريم جخيور السعيدي للجزيرة نت إنه منذ تسلم الحكومة الجديدة في البصرة المسؤولية قبل أشهر لم تقدم شيئا للثقافة -وكذلك الحكومات السابقة- رغم أن الاتحاد قدم طلبا رسميا بالاحتياجات للمحافظة، مشيرين إلى أنهم لم يتلقوا جوابا.

وأكد الناطق الرسمي لاتحاد الأدباء مؤيد حنون في تصريح للجزيرة نت، أن مثقفي البصرة لم يجدوا دعما من الحكومات المحلية المتعاقبة للأنشطة الثقافية لاتحاد الأدباء في البصرة يوازي الأموال التي تنفق في مجال الإعمار.

من جهته يطالب القاص ضياء الجبيلي أن يكون ملف الثقافة ضمن مؤسسات مستقلة لتديره، ويقول للجزيرة نت إنه يجب أن تدعم الحكومة هذه المؤسسات الثقافية والفكرية والفنية وتخصص لها ميزانية، وذلك حتى لا تترسخ ثقافة الحزب الواحد وتكون بديلة عن الثقافة الوطنية الرصينه.

‪فارس: يعد لمؤتمر يجمع كل المنظمات الثقافية والإعلامية والفنية والرواد‬ (الجزيرة)
‪فارس: يعد لمؤتمر يجمع كل المنظمات الثقافية والإعلامية والفنية والرواد‬ (الجزيرة)

واجهة للبلد لا لفئة
ويؤكد القاص أن هذه المؤسسات يجب أن تكون واجهة للبلد ككل بدلا من كونها واجهة لفئة معينة، منتقدا الواقع الحالي بقوله إن ما يحصل الآن مرفوض تماما، وبالأخص ما يتعلق بالإعلام الحكومي "المجيّر والمسيّس أصلا".

ويرى الشاعر الدكتور سعد صلال أن الدولة العراقية تقوم على أساس غير واضح عقائديا بحكم القطبية وما يسميها بالطفولة السياسية مع تراث معقد اجتماعيا، مضيفا في حديث للجزيرة نت أنه لذلك لا تشكل الثقافة هدفا جديا لهذه الدولة، وهذا على افتراض أننا نتحدث عن ثقافة ليبرالية تحمل كل الفنون مع هامش حرية واسع لتحقيقها.

ويفسر الشاعر كاظم الزهيري موقف الحكومات المتعاقبة في البصرة من إهمالها للثقافة بقوله للجزيرة نت إن جميع الحكومات المحلية المتعاقبة لم تفكر بجدية بالثقافة، لأنها أصلا غير مقتنعة بشيء اسمه ثقافه، متسائلا كيف لها أن تخصص أموالا لها.

ويرى نقيب الصحفيين في البصرة حيدر المنصوري أن العراق يعيش أزمة ثقافة وسط سطوة من أسماهم "بالمتثيقفين". وفي حديث للجزيرة نت يشدد على أن المشهد الثقافي ما زال في الهامش وليس هنالك جدية للنهوض به، لأن نهوض الجسد الثقافي لبعض السياسيين مخيف جدا. منوها إلى أن ما يقام في البصرة من أنشطة ثقافية غير كاف دون إيجاد بنى تحتية ثقافية وفقا لخطة إستراتيجية.

ثقافة المحاصصة
ويشير الصحفي حيدر الجزائري إلى أن الحكومة منشغلة بملفات أكثر أهمية تنعكس مكتسباتها على أحزابها، إذ يقول للجزيرة نت إنها منغمسة في دوامة صراع البقاء وتعزيز رصيدها الشعبي وتعد المثقف قاعدة غير مضمونة لاستمالته لأحزابها كرصيد انتخابي.

‪المنصوري: العراق يعيش أزمة ثقافة وسط سطوة من أسماهم
‪المنصوري: العراق يعيش أزمة ثقافة وسط سطوة من أسماهم "بالمتثيقفين"‬  (الجزيرة)

وينتقد المخرج السينمائي بهاء الكاظمي الحكومة المحلية، ويقول في تصريح للجزيرة نت إنها لم تضع شريحة المثقفين والفنانين ضمن اهتماماتها، ويتضح ذلك من "خلال لجنة الثقافة في المجلس المحلي" في البصرة، وذلك وفقا لما يراه الكاظمي.

ويقترح الكاتب والإعلامي ريسان الفهد أن تناط مهمة الثقافة لأشخاص لهم باع ومنجز ثقافي بعيدا عن المحاصصة والانتماءات الحزبية، مشيرا في حديث للجزيرة نت أنه يجب توفير الأموال اللازمة لتنفيذ مشاريع ومهرجانات ثقافية نوعية.

من جهته أكد رئيس لجنة الثقافة والفنون والإعلام في مجلس المحافظة باسم خلف فارس أن الدورات السابقة للمجلس "لم تخصص لجنة للثقافة ولم تحقق للمثقفين شيئا"، وذلك وفقا لرأيه. وأضاف في حديث للجزيرة نت أن الدورة الحالية ستشهد انفتاحا على كل المثقفين.

وبين فارس أنه يعد لمؤتمر يجمع كل المنظمات الثقافية والإعلامية والفنية والرواد من أجل النهوض بالواقع الثقافي بالبصرة ودعمه بالشكل المطلوب، كما سيكون هناك مشاريع ستنفذ وتتعلق بالبنى التحتية الثقافية، نافيا أن تكون هناك أي خطوط حمراء على الأنشطة الثقافية في المحافظة.

المصدر : الجزيرة