مليون كتاب بمعرض عمّان الدولي

رئيس الوزراء فايز الطراونة يتجول بأروقة المعرض
undefined

توفيق عابد-عمّان

تحت شعار "ربيع الثقافة العربية"، انطلقت فعاليات معرض عمان الدولي للكتاب في دورته الرابعة عشرة" مساء الأربعاء بتعاون مشترك بين اتحاد الناشرين الأردنيين ووزارة الثقافة وأمانة عمان الكبرى.

ويضم المعرض، الذي يستمر حتى 15 سبتمبر/أيلول الجاري، مليون كتاب يحمل 300 ألف عنوان تغطي مختلف العلوم والمعارف الأدبية والعلمية والتكنولوجية وما يرتبط بالأطفال، وبمشاركة 220 دار نشر عربية وأردنية إضافة لأجنحة خاصة للجامعات الأردنية ورابطة الكتاب الأردنيين.

ويتخلل الفعاليات تكريم الأمير الحسن بن طلال تقديرا من المثقفين لموقعه المتميز في حركة الثقافة والفكر، إضافة لعدد من الندوات الفكرية والعلمية وأمسيات إبداعية في القصة والشعر، حسب رئيس اتحاد الناشرين عدنان زهران.

كما تعقد دار فضاءات للنشر والتوزيع على هامش المعرض مؤتمرها الثاني للإبداع الأردني الفلسطيني بمشاركة نخبة من الكتاب في الإمارات العربية وسوريا والسودان والمغرب.

وعُلم أن وزارة الثقافة تبرعت بمبلغ عشرة آلاف دينار لإنجاح المعرض، في حين اكتفت أمانة عمان الكبرى بتقديم خدمات البنية التحتية وتكريم ضيوفه.

الكتاب هو الأهم
ورغم الإقبال الجماهيري لوحظ أن أكثر الكتب مبيعا كانت الدينية وكتب الأطفال والأبراج، والخاصة بتحضير المأكولات والطبخ.

وفي حديث للتليفزيون الأردني، قال رئيس الوزراء فايز الطراونة الذي افتتح المعرض إن الكتاب سيبقى الأهم رغم الغزو التكنولوجي، وإن المشاركة العربية الواسعة دليل على وجود تواصل ثقافي وسياسي.

لقطة من معرض عمان للكتاب (الجزيرة)
لقطة من معرض عمان للكتاب (الجزيرة)

بدوره تحدث وزير الثقافة صلاح جرار للصحافيين قائلا إن رسالة وزارته هي نشر المعرفة التي يعتبر الكتاب أهم أدواتها، واصفا المشاركة العربية بأنها تأكيد على تواصل الثقافة العربية وتكاملها.

وقال إن تنظيم المعارض علامة من علامات إقبال الناس على المعرفة التي تحولنا لمجتمع ثقافي معرفي.

وفي تصريح خاص للجزيرة نت قال رئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة للمعرض أحمد اليازوري إن دائرة المطبوعات والنشر لم تمنع أي كتاب من الدخول، بل سهلت دخول مطبوعات سورية متنوعة رغم الظروف الصعبة هناك.

وأكد أن حرية الرأي مطلوبة "لكن إذا وجدنا كاتحاد ناشرين أي مؤلف يتعرض لدين أو يتضمن دعوة غير مبررة للعنف فإننا نتوقف عنده".

وقال "لدينا ثوابت لا نسمح لأحد بتجاوزها حتى لو تساهلت دائرة المطبوعات والنشر"، موضحا أنها ثوابت منطلقة من عقيدتنا السمحاء والحفاظ على وحدتنا الوطنية.

أزمة كتاب
واعترف الناقد والشاعر عبد الله رضوان بوجود أزمة كتاب حقيقية قائلا "لقد شهدت السنوات الخمس الأخيرة تراجعا ملموسا في نشر الكتب الجديدة بسبب ضعف الشراء الفردي والمؤسسي".

وأضاف أن الجامعات ووزارتي الثقافة والمؤسسات العامة لم تعد تخصص من الأموال ما يكفي لشراء الكم من الكتب التي كانت تشتريها قبل عشر سنوات، كما أن تراجع القوة الشرائية للمواطن العربي قد انعكس سلباً على الكتاب وأصبحت دور النشر تبحث عن مؤلف يمول نشر كتابه من جيبه الخاص ممّا سبب أزمة كتاب.

وقال إن انتشار الوعي التقني في الوطن العربي وبخاصة تونس ولبنان والأردن وفلسطين وقطر والإمارات العربية والكويت على سبيل المثال تسبب في تراجع صناعة الكتاب الورقي، لافتا إلى تراجع النشر بالأردن إلى الربع.

وتابع القول إن الناشر المتميز الذي كان ينشر بين 100 و150 عنوانا سنويا لم يعد ينشر الآن أكثر من 35 عنوانا معتمدا على الكتاب الجامعي والمدعوم من مؤسسة رسمية أو خاصة أو الممول من المؤلف نفسه.

واعتبر رضوان أن لجوء بعض الناشرين لاستخدام التصوير الضوئي لتوفير نسخ محدودة حسب الطلب أدى إلى تراجع الكتاب.

 العبادي: لا رقابة على الكتاب (الجزيرة)
 العبادي: لا رقابة على الكتاب (الجزيرة)

لا رقابة
وعن ما يشاع عن انخفاض جودة الكتاب بالأردن، يرى مدير دائرة المكتبة الوطنية محمد يونس العبادي أن المكتبة لا تتدخل في مضمون الكتاب ومهمتها تنحصر في منح إيداع قانوني والرقم المعياري الدولي.

وقال في حديث للجزيرة نت إنه تم خلال العام الماضي إيداع 5000 عنوان للنتاج الفكري الصادر بالأردن، معربا عن أمله في أن يصل العدد في عام 2012 إلى 6000 عنوان، وهو رقم إذا قورن بعدد السكان يضع الأردن في مقدمة الدول العربية في مجال النشر.

وعزا العبادي ذلك لإلغاء الرقابة المسبقة الذي جعل من الأردن مكانا للإصدار وخاصة للكتاب العرب. وقال إن على القارئ أن يفرق بين الكتاب الجيد والرديء لأن الكتابة ولادة فإما أن يشب الوليد عن الطوق فيعرفه الناس وإما يموت في مهده.

المصدر : الجزيرة