رسامون عرب في معرض هولندي
صورة مشوهة
كما يشهد مشاركة مؤسس مجلة "توك توك" المصرية محمود شناوي، والرسام الأردني عمر عبد اللات الذي فاز بجائزة كاريكاتير الربيع العربي في هولندا في بداية هذا العام بعنوان "تويت الحرية".
وأشارت المسؤولة عن التعليم والشؤون الرقمية في متحف الصحافة إينكا أيسما في حديث للجزيرة نت إلى الصورة المشوهة التي يحملها عامة الهولنديين عن الإبداع في الثقافة العربية الإسلامية، حيث يعتقد أغلبهم أن كل إبداع فيه رسم وتصوير بما في ذلك فن الكاريكاتور "محرم".
وقالت أيسما إن "الصورة التي يحملها الهولندي العادي أن كل شيء محرم وممنوع عند المسلمين"، مضيفة أنها "عندما رأت الرسوم التي قدمت من رسامين عرب عبر شبكة التواصل الاجتماعي وفي عدد من المعارض عرفنا أنها كانت تلامس الواقع وموضوعتها هي التي أشعلت لهيب الثورات العربية".
وتقول المسؤولة المنظمة للمعرض "نحن نريد بهذا المعرض أن يرى الهولندي والسياح القادمون إلى أمستردام هذا الإبداع العربي بشكل مباشر وواضح".
وتشير أيسما إلى وجود اهتمام إعلامي لم يكن متوقعا بالمعرض، وأوضحت أن المتحف لا يتبنى مواقف سياسية ويرفض التجاذبات والاستفزازات، وأن موضوعه هو الكاريكاتير العربي وليس الرسوم التي يعتقد المسلمون أنها مسيئة لهم.
جرأة الطرح
من جهتها اعتبرت الرسامة التونسية المشاركة في المعرض في حديث للجزيرة نت أنها لم تشارك لتأخذ مشعل الثورية من أصحابه وإنما تحضر بوصفها فنانة تقوم بدورها في إطار الدفاع عن حقوق الإنسان، وللمشاهد أو الناقد أن يحكم على قيمة أعمالها.
وتشارك جيهان برسوم عن وضع المرأة التونسية والدفاع عن حقوقها، وسبق لها أن شاركت برسومها في أكثر من دولة عربية وأوربية.
واعتبر بعض زوار المعرض الهولنديين، الذين التقتهم الجزيرة نت بين أجنحة المعرض جلهم من النساء، أن الرسوم المعروضة تميزت بجرأة كبيرة في طرح القضايا السياسية والاجتماعية.
وتقول ماريسكا إحدى الزائرات "الرسوم جريئة، تتحدث عن نفسها رغم أني لا فهم اللغة التي كتبت بها، وأغلب القضايا المطروحة سياسية بامتياز ومن الواضح أن الرسامين يجمعون على حقهم في الدفاع عن حرية الرأي".
أما الزائرة كراوز التي كانت تتأمل اللوحات فتقول إنها رغم دراستها للغة العربية وامتلاكها خلفية عن الثقافة العربية فإنها لم تستطع أن تتابع بشكل جيد ما كتب لكن الرسوم وحدها -كما تقول- "كافية لإيصال الرسالة، خاصة ما تبرزه من أناس يقاومون من أجل إثبات إنسانيتهم وحقهم في الحياة".