شوقي الماجري يطلق "مملكة النمل" ببيروت
فوق الأرض وتحتها
ويتناول الفيلم قصة عائلة فلسطينية تناضل من جيل إلى آخر فوق الأرض وتحتها من أجل البقاء مرفوعة الرأس في الأراضي الفلسطينية المحتلة. جليلة الشابة التي أحبت وتزوجت المناضل طارق وحملت في مملكة تحت الأرض، يحرسها جدها الملقب "أبا نمل"، وهو شخصية تبدو خارجة من كتب الأساطير.
وعالم أبي نمل الافتراضي عبارة عن أرض جميلة تحت أرض فلسطين من دون حواجز، فيها مياه ودهاليز حيث الحب والحياة الجديدة، وتشكل أيضا مأوى آمنا للمناضلين وجهادهم للبقاء، تماما كما ينظم النمل صفوفه من أجل البقاء.
وقال الماجري إن قصة "مملكة النمل" الذي يقع في ساعتين، كتبها مع الفلسطيني خالد الطريفي وحملها معه منذ سبعة أعوام. وأضاف "لم أستطع أن أنجز الفيلم يومها، أنا اعتبره ابنا لي وقد حان الوقت لكي يخرج ويعيش حياته".
ورأى الماجري أن "القضية الفلسطينية تستحق أفلاما أكثر بكثير من تلك التي تناولتها حتى الآن". واعتبر أن الفيلم "يجب أن يكون بمنزلة اقتراح خاص جمالي ومختلف". وقال "أنتمي إلى المدرسة الشاعرية في السينما، ومملكة النمل يشبهني بهذا الاتجاه، ومن هذه الناحية لا يشبه أفلاما أخرى".
وتوقع المخرج التونسي أن يثير فيلمه أكثر من ردة فعل قائلا "في الوضع العربي الراهن قد تؤثر المواقف السياسية والانتماءات في عملية التلقي، ولكن أتمنى أن يكون الفيلم من القوة والجمال بحيث يكون قادرا على تجاوز كل المواقف والأفكار المسبقة".
من جانبها وصفت الممثلة الأردنية صبا مبارك، التي تؤدي دور جليلة، الفيلم بأنه "حالة"، وهو حسب قولها عبارة عن شحنة عاطفية، وضعنا جميعنا فيه من قلبنا، إنه فيلمنا جميعا لأنه يحمل قضيتنا".
وأضافت "في العادة، أتخذ مسافة من الشخصيات التي أؤديها، لكني لم أستطع أن أقوم بذلك أثناء تجسيدي شخصية جليلة ربما لأني كنت موجودة مع هذه الشخصية وهي تتبلور ورافقت ولادة الفيلم منذ البداية".
واعتبرت مبارك أن "ما تجسده جليلة مؤلم على المستوى الإنساني والتمثيلي معا.. فجليلة محاربة لكنها لا تختلف عن أي أم في الأراضي المحتلة، فالألم والحزن جزء من الحياة اليومية لهؤلاء الأمهات، ولا وقت لديهن للحزن والخوف، وتدرك غالبية الأمهات أن أبناءهن حين يخرجون قد لا يعودون".
" شوقي الماجري: الموضوع الفلسطيني يخصني وهو موضوع رئيسي وأساسي بالنسبة لي حتى في خضم الأحداث ذات الصلة بالحركة التغييرية في العالم العربي التي بدأت في تونس |
الهم الفلسطيني
وكانت صبا مبارك أدت أدوارا في أعمال عدة تتناول القضية الفلسطينية، منها دور البطولة في مسلسل "الاجتياح" الذي يتناول الانتفاضة الفلسطينية، وأخرجه شوقي الماجري أيضا.
وقال الماجري "الموضوع الفلسطيني يخصني، وهو موضوع رئيسي وأساسي بالنسبة لي حتى في خضم الأحداث ذات الصلة بالحركة التغييرية في العالم العربي التي بدأت في تونس". ولم يستبعد المخرج التونسي أن يتناول الانتفاضات والثورات التي تشهدها الدول العربية راهنا، لكنه يفضل أن يفعل ضمن عمل وثائقي لا عبر عمل روائي.
وقال "أعتقد أننا نحتاج إلى وقت، الأمور لم تنته، وثمة تساؤلات عدة حول ما يدور في الوطن العربي اليوم، وأين سيذهب الوضع، نحتاج إلى وقت لأننا لا نستطيع أن نعلق على أشياء لا نعرف كل خباياها ولا نعلم إلى أين ستأخذنا".
ويقول الماجري إنه من خلال السينما يقدم اقتراحا جماليا فكريا معينا ولا يعلق مباشرة على الأحداث أو على موقف سياسي معين. وكشف أنه بصدد كتابة فيلم تاريخي يستحضر تونس في القرن التاسع عشر".
وكان الماجري، الذي يقيم منذ فترة في سوريا قد أخرج عدة أعمال درامية سورية وعربية مهمة، منها الجزء الثاني من "إخوة التراب" و"تاج من شوك" "الأرواح المهاجرة" و"أسمهان"، و"هدوء نسبي"، و"أبو جعفر المنصور"، وأخيرا مسلسل "نابليون والمحروسة" الذي عرض في رمضان الماضي.