الربيع العربي شعرا

الشعراء الشباب المشاركون في أمسية - الربيع العربي في الشعر ويظهر الدك
undefined


توفيق عابد-عمّان

ضمن نشاطات معرض عمّان الدولي للكتاب، أقيمت مساء الاثنين أمسية ثقافية بعنوان "الربيع العربي في الشعر" بمشاركة أربعة من الشعراء الشباب الأردنيين وحضور جمهور غفير من المثقفين والمهتمين ومتذوقي الشعر.

وفي بداية الأمسية تحدث الأكاديمي الدكتور خالد الجبر عن انصراف النقاد عن نقد الشعر وعن متابعة ما يكتبه الناشئون بذريعة أن الاهتمام يجب أن ينصب على الكبار والاهتمام بقصائد الشباب ينحدر بمستوى الناقد، قائلا إن "الكتابة عن الكبار تجعلك كبيرا".

واتهم الجبر وزارة الشباب والدوائر الثقافية والتجمعات الأدبية ورابطة الكتاب واتحاد الكتاب بتهميش الشعراء الشباب وإقصائهم عن الساحة.

ورأى أن الشعراء الشباب يمثلون الجيل الذي لعله سيبث الحياة من جديد في أطراف جسد تكلس وتجمد، وقال "إن الأدب الرصين يحارب، وإن الثقافة هي التي تؤثر بالجيل وترتقي به"، مضيفاً أن الكبار عصيون على النقد، واصفاً كل واحد منهم بأنه "طاووس في رؤيته وإذا سمع رأيا مخالفا فإنه يغضب".

وفي الأمسية قرأ الشاعر محمد عريقات قصيدة بعنوان "يداي بلا قيد.. المعدن في دمي" أهداها كما قال لمن أسماهم "كفار قريش".

جانب من حضور الأمسية الثقافية (الجزيرة)
جانب من حضور الأمسية الثقافية (الجزيرة)

شرارة الثورة
وفي حديث خاص للجزيرة نت، قال عريقات إن الشاعر والمثقف كانا بشكل عام شرارة كل ثورة، لكن في الثورات الحديثة حلت وسائل التواصل الاجتماعي مكان الشاعر الذي أصبح متفرجا وفي أحيان أخرى يصور ما تتناقله تلك المواقع على "أنها مشكلة شاعر وجيل متلقٍ".

وقال إن بعض قصائد الشعراء الشباب لم تتناول الحدث العربي بطريقة جمالية لأنها جاءت مستعجلة، معرباً عن اعتقاده بأن الوقت مبكر لكتابة ثوراتنا العربية شعرا جماليا بعيدا عمّا هو تقريري.

وفي حديث للجزيرة نت قال عبد الله أبو شميس إن الشعراء يحتاجون بعض الوقت ليعبروا عن الربيع العربي تعبيرا يستنبط الحالة المعقدة ويتجاوز لحظة الانفعال الآنية، لافتاً إلى أن الحرية الموعودة -ما لم تنتكس- كفيلة بالتفاؤل بتعبير حقيقي قادم.

أما الشاعرة إيمان عبد الهادي فقد أزجت تحية لدمشق جاء فيها: "دمشق مساؤك كيف تصيرين أبهى من الشمس في وضح الحدس.. قولي ليّ السر.. كي أخبر الملكوت".

نبيهة: الشباب أساس الربيع العربي (الجزيرة)
نبيهة: الشباب أساس الربيع العربي (الجزيرة)

وقالت إيمان إن الشعر قاد جزءا من معركة الحقوق العربية عبر السياق الإلكتروني حيث استطاع أن يوحد نبض الشارع و يتحد معه ضد السلطة، وصعد على ظهر الدبابة وقذف قنابل لغوية بعد أن كان يُتلى في بلاط الحكام والسلاطين.

وقرأ الشاعر صفوان قديسات مقاطع من قصيدة "سمك مقطوع الرأس" انتقد فيها التعامل مع التظاهرات.

وعقب الأمسية الثقافية قالت الروائية نبيهة عبد الرازق إن الشباب أساس الربيع العربي والقادر على تفجير البركان في القلوب الميتة ووقود الثورات العربية التي غيرت نظرة العالم لشعوبنا التي عانت الاضطهاد والانقياد للقيادات المفروضة.

وقالت إن "شبابنا تعلموا بسرعة كيف يشكلون قيادات تتسابق للدفاع عن الوطن وليس لتولي المناصب.. وحدهم لهم الحق في التعبير عن رؤاهم ومطالبهم"، لافتة إلى أن الشعراء الشباب لهم محاولات جدية في نقل وجهات نظرهم وترجمة أهداف وغايات الثورات العربية المطالبة بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

المصدر : الجزيرة