نهاية تراجيدية لمهرجان أصوات المتوسط
اليوم قبل الأخير من المهرجان حمل خبرا وقع وقوع الكارثة خاصة على المقربين من الشاعر، بعد أن وجدت الشرطة المحلية جثة الشاعر في الأحراش على تخوم البلدة.
وقالت أكاديمية ككوسوفو للعلوم والفنون إنه على مدار أكثر من نصف قرن عكست أشعار بودريميا ألم وآمال كوسوفو، كما قال الرئيس الألباني إن بودريميا قدم البلاد للعالم، ووفاته تعد خسارة لكل كوسوفو.
تواصل الفعاليات
ورغم الأجواء الحزينة التي خيمت على المهرجان الدولي، إلا أن الفعاليات المميزة والمختلفة لم تتوقف خلال أسبوع المهرجان، حيث قدم الفنان الفلسطيني عبد المنعم عدوان حفلا موسيقيا لفرقة كورال كونها من أهالي البلدة، وهو مشروع أطلقه قبل ما يقارب العام وصار له فرق كورال في عدة مدن فرنسية. والملفت أن المشاركين في الكورال غالبيتهم من الفرنسيين أو من ذوي الأصول العربية، وكلهم لا يتكلمون العربية إلا أنهم يغنون التراث العربي بطلاقة وانسيابية.
كما تجمع عدد من الشعراء وأصحاب دور النشر لمناقشة علاقة الثورات والديمقراطية مع الكتابة الشعرية في العالم العربي، وتحدثت في هذا الإطار الشاعرة المصرية جيهان عمر عن أن الأوان ما زال مبكرا على رؤية تغيير حقيقي على الأدب، وأوضحت أن السبب الرئيسي لنزولها الميدان كان صرخة أحد المتظاهرين تحت شرفة بيتها الكائن في التحرير التي زلزلتها، حينما قال "يا أهالينا انضموا لينا".
وتحدث فرانسوا زابال رئيس تحرير مجلة "قنطرة" الصادرة عن معهد العالم العربي في باريس عن علاقة المبدع بالسلطة، مشيرا إلى الشعراء الذين كانوا يُدعون من قبل رؤساء ديكتاتوريين للمشاركة في مهرجانات أدبية في دولهم، وتحدث الشاعر المالطي كارل شكمبري عن واقع الشعراء في غزة من خلال مشاهداته والضغوط التي يعانونها جراء مصادرة حرية التعبير والإبداع، موضحا أن حلم الكثير من المثقفين في غزة الآن هو حضور أمسية موسيقية أو شعرية دون أن يتم إيقافها.
وفي ندوة خاصة تحدث الشاعر السوري الكردي جولان حاجي عن الواقع الراهن في سوريا، والمشاكل التي تواجه المثقفين الموالين للثورة، وأوضح حاجي في حديثه للجزيرة نت أنه قد غادر سوريا منذ ثمانية أشهر إلى الأردن غير أنه وقبل خروجه للمشاركة في المهرجان تم إبلاغه بشكل غير رسمي أنه إن خرج من عمّان فلن يستطيع الرجوع إليها، الأمر الذي جعله يقرر البقاء في فرنسا إلى حين استقرار الأمر في بلاده.
يذكر أن الدورة الخامسة عشرة من مهرجان أصوات المتوسطي قلصت هذا العام عدد المشاركين الذين يصلون عادة لنحو ثمانين مشاركا إلى نحو خمسين، نظرا للمشاكل الاقتصادية التي تمر بها المنطقة كما أوضح الشاعر مارك تولوز، الذي ذكر أن رحيل الشاعر الألباني صادر الفرحة باختتام دورة من أجمل الدورات على حد وصفه.