احتفاء رسمي بالشعر السوداني بالدوحة

د.حمد الكواري يسلم السفير نسخة من الاصدارات
undefined
 
أحمد الشريقي-الدوحة

احتفت وزارة الثقافة والتراث والفنون القطرية بإصدار 12 ديوانا لكبار ورواد الشعر السوداني، وترجمة لرواية إلى الإنجليزية، وذلك وسط حضور مقدر للجالية السودانية يتقدمهم السفير ياسر خضر.

وقال وزير الثقافة والتراث والفنون القطري حمد عبد العزيز الكواري في كلمته بالمناسبة إن تدشين هذه الإصدارات يأتي استكمالا للدور الثقافي للدوحة في الاحتفاء بالثقافة العربية، بعد تتويجها عاصمة للثقافة العربية عام 2010، لافتا إلى أن العاصمة القطرية مؤهلة لأن تبقى عاصمة دائمة للثقافة العربية من خلال ما تعج به من زخم ثقاني وفني.

وأهدى الكواري المشروع لأبناء السودان والمثقفين العرب في كل مكان، مشيرا إلى أنه يأتي في صلب مسؤولية وزارته للارتقاء بالثقافة العربية، وتفعيل دورها في بناء مجتمع عربي يجد في الثقافة مرتكزاته الحقيقية.

وتضم المجموعات الشعرية دواوين "الوحي الثائر" لفضل الحاج علي، و"شيء من التقوى" للجيلي صلاح الدين، و"في مرايا الحقول" لمحمد عثمان كجراي، و"المغاني" لمصطفى طيب الأسماء، و"على شاطئ السراب" لأبي القاسم عثمان، و"أم القرى" للشيخ عثمان محمد أونسة، و"في ميزان قيم الرجال" لمحمد عثمان عبد الرحيم، و"من وادي عبقر" و"شبابتي" لحسين محمد حمدنا الله، و"غارة وغروب" لمحمد المهدي المجذوب، و"من التراب" لمحيي الدين صابر، والمجموعة الشعرية الكاملة لمحمد محمد علي.

الثقافة رافعة
واعتبر السفير السوداني في الدوحة ياسر خضر خلف الله أن تدشين الإصدارات مناسبة مهمة في العلاقة بين البلدين، مشيرا إلى أن الثقافة رافعة أساسية لتعزيز الأواصر.

ولفت خلف الله إلى العلاقة التاريخية الثقافية بين قطر والسودان، مشيرا إلى كوكبة من المثقفين السودانيين الذين عملوا في الدوحة وعلى رأسهم عبقري الرواية العربية الطيب صالح، والأستاذ محمد إبراهيم الشوش، والفنان مصطفى سيد أحمد.

وتأتي الإصدارات الشعرية تعريفا بالدور الريادي الذي لعبه الشعراء السودانيون في الدفع بالإبداع السوداني باتجاه آفاق عربية وعالمية.

مهر الصياح
كما تضمنت الإصدارات رواية "مهر الصياح" التي تعتبر واحدة من أهم روايات الروائي السوداني المقيم بالدوحة أمير تاج السر، ضمن مشروعه الروائي الذي ناهز العشرين رواية، وفي هذا العمل الفانتازي يعاين تاج السر حقبة مهمة في تاريخ السودان، في إشارات غائمة إلى الزمان والمكان اللذين هما فضاء الرواية عنده.

وتبدو الرسالة التي تبعثها رواية تاج السر حول السلطة ودهاليزها في المملكة الفانتازية والعجائبية المتخيلة شديدة السواد، لكنها في تراتبها وصيرورتها المنطقية لفهم السلطة وبنية المجتمع المحكوم بها  ليست غرائبية ولا فانتازية، بل أكثر واقعية من الواقع نفسه.

وفي الرواية، يتسلق تاج السر واحدة من أشجار "الهجليج" الضخمة التي يزدحم بها عمله الأدبي، مطلا على ماض غابر، ليسرد -في ملحمة بديعة- روايات شخوصه عن أفق السلطة وتشابكاتها وعلاقتهم بها في المملكة الغرائبية التي تمد نسبا متصلا بين تاريخ غابر وحاضر ليس أقل سوادا.

وإذ يفعل تاج السر ذلك، فإنه من فوق "هجليجه" العالي يستحضر ما اصطفاه من وعي بالماضي دون أن يحاكمه، تاركا مسافة مرئية واضحة بين الرائي والمرئي موضوع روايته.

وكان مشروع الإصدارات قد أشرفت عليه "إدارة البحوث والدراسات الثقافية" التي يرأسها مرزوق بشير مرزوق، وضمت اللجنة فالح حسين الهاجري، وباسم عبود الياسري، وعبد الله الزوايدة.

إلى ذلك، شهد الحفل أمسية غنائية رمضانية لمبدعي الجالية السودانية ركزت على التراث الغنائي السوداني وسط إعجاب الجمهور الذي ازدحم به مسرح قطر.

المصدر : الجزيرة