استقالة مدير مهرجان فوانيس بختام فعالياته
وفي ختام المهرجان قدمت مسرحيتان أولاهما "جسر العودة"، التي ألفها وأخرجها نادر عمران. وعلى مدى 75 دقيقة قدمت المسرحية تأريخا لفلسطين "عندما كانت وطنا لأي إنسان حر، ينتظم فيها الناس في علاقات مقننة دون قوانين مكتوبة، بها نظام للتعايش بين البشر يتبعه الجميع دون أن يكتب.. يزرعون ويحصدون فيأكلون من طبيعتهم الخصبة أطعمتهم التي يتميزون بها" كما يقول عمران.
عرضي الاختتام
واستعرضت "جسر العودة" تطورات قضية فلسطين بكثير من الكوميديا السياسية اللاذعة وموقف الزعماء العرب من تسلسل أحداثها المتعاقبة، "قادة الدول العربية سيهبون هبة واحدة لإنقاذ فلسطين.. ما خرّب بيتنا إلا الزعماء العرب".
وتطرقت أيضا لطريقة التعامل مع الفلسطينيين على الحدود العربية والبطاقات الخضر والصفر التي تعطيها الجهات الأردنية لسكان الضفة الغربية، والخروج من بيروت وحتى ترحيل طلاب فلسطينيين من القاهرة عقب توقيع اتفاقية كامب ديفد بين مصر وإسرائيل وتوزيعهم لاستكمال دراستهم على عواصم عربية أخرى، وهي تجربة المؤلف نفسه. ولم تستثن المسرحية الجيوش العربية التي ذهبت إلى حفر الباطن، من خلال حوار بين جندي مصري وآخر سوري في خندق مراقبة على الحدود.
وقدمت الفنانة لينا صالح عددا من الأغاني التراثية لاقت استحسان الحضور، فيما أجاد الممثلون أشرف العوضي ويزن أبو سليم وسمر محمد وماري مدانات أدوارهم، وأتحفوا جمهورهم بالقفشات السياسية أحيانا والعاطفية أحيانا أخرى.
أما مسرحية "سفر" التونسية التي تبرز نضوج التجربة التونسية في مجال المسرح وريادتها عربيا، فتنتمي لمسرح العبث وتتناول تشخيص أوضاع مجموعة من المتقاعدين الذين أصبحوا معزولين عن الآخرين لكنهم روضوا القلق حتى أصبح جزءا منهم.. يفيض الكلام وتتهشم الحركة.. تصمت.. وفي لحظة تستفيق وكأن شيئا لم يكن.
وعلى مدى 85 دقيقة عبّر الفنانون صباح بوزويتة ونعمان حمدة وسفيان الداهش والمخرج سليم الصهناجي، بصدق وموضوعية عن قضية المتقاعدين الذين يجدون أنفسهم على هامش الحياة عقب بلوغهم سنا معينا، حتى أقرب الناس إليهم لم يعودوا يتصلون بهم أو يزورونهم. وهذه ليست قضية تونسية بل عربية عامة.