رحلة "العائلة المقدسة" في معرض تشكيلي
وأضاف للجزيرة نت أن الفنان حلمي التوني، المشارك في المعرض استخدم ألوانا رمادية مستوحاة من الطين المصري، تعبيرا عن الحنين وتواصل الأمومة والطفولة بين العذراء والمسيح عليه السلام، ويضم المعرض أيضا عملين للفنان راغب عياد، يبدو فيهما تأثره بالتراث الفني القبطي، واهتمامه بتصوير الأديرة والكنائس.
ويشارك فاضل بعملين، يمثل أولهما العائلة وهي تعبر نهر النيل عند منطقة المعادي بالقاهرة، ويظهر فيها النهر بصورة قوية تبعد عن المشهد التقليدي والطفل باللوحة يتأمل ويودعهم، وشاب يقود "الفلوكة" والنجار يتأكد من خلو المكان من جنود هيرودس، والثاني عن جبل الطير بالمنيا جنوب القاهرة، ويصور الهضبة فوقها كنيسة وتحتها وادي النيل والخضرة، ومرسومة بطريقة قوس قزح.
الفن القبطي
وأشار الفنان عادل نصيف -في حديثه للجزيرة نت- إلى اهتمامه بالفن القبطي والرسوم الحائطية القديمة داخل الكنائس والأديرة، حيث قدم في المعرض صورة للسيدة العذراء والسيد المسيح وهما في قارب وحولهم الأسماك رمز النماء، وبألوان بيضاء كرمز للتسامح والصفاء والنقاء.
وشاركت الفنانة سوسن عامر بعملين عكست فيهما الروحانيات التي تنقلنا من القبح إلى الجمال والتسامح. ورسمت محطات مهمة لرحلة العائلة المقدسة.
كما قدم الفنان جميل شفيق عملا نحتيا على الخشب يعكس رؤيته لمصر بوصفها سبيكة واحدة بشعبها الآمن، كما يبرز في رسومه الأخرى الطائر المقدس ومفتاح النيل. ويرى أن المعرض يمثل نقطة ضوء في واقع متخبط.
ووصف الفنان مصطفى الرزاز -في حديث للجزيرة نت- فكرة المعرض بأنها رائعة وحضارية، وتعكس تراث مصر الثقافي العميق، وأنها سوف تظل محروسة ضد المكائد والمحن.
ويقدم الرزاز مجموعة من اللوحات المتصلة، التي تعكس مياه النيل والمراكب بالأيقونات القبطية، وكأن بها ملائكة تبارك رحلة العائلة. وأسبغ الرزاز ذلك بأسلوبه المعاصر بطابع روحاني غير تقليدي في شكله.
وبدوره يرى الأستاذ بكلية الفنون الجميلة الفنان طاهر عبد العظيم أن المعرض يمثل تجربة جديدة، تحمل ثيمة فنية واحدة، نفذها الفنانون المشاركون ببراعة وعشق، سواء كانوا مسيحيين أو مسلمين، وتنوعت تقنياتهم وأفكارهم بثراء كبير.