جدل بين المثقفين حول الرئاسة بمصر

مؤتمر اتحاد الكتاب
undefined

بدر محمد-القاهرة

تشهد مصر في جولة الإعادة لاختيار رئيس الجمهورية تنافسا حادا بين التيار الثوري والإسلامي الذي يمثله محمد مرسي الفائز بأعلى الأصوات، وتيار "الفلول" -أي بقايا نظام مبارك- الذي يمثله الفريق أحمد شفيق، وهو ما يجعل الصورة غير واضحة تماما.

مثقفون وفنانون وأدباء من أطياف مختلفة تحدثوا للجزيرة نت عن رؤاهم لما يجري في سباق الرئاسة، وحجم التحدي المطروح على المصريين الآن.

صدمة كبيرة
فمن جهته، اعتبر الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد أن وصول الفريق أحمد شفيق إلى جولة الإعادة يمثل صدمة كبيرة له شخصيا، لافتا إلى أن هناك شكوكا وأسئلة في حاجة إلى إجابات.

وأضاف عبد المجيد -في حديثه للجزيرة نت- قائلا "لا أتصور أبدا أن الموضوع طبيعي، لأن أجهزة أمنية معروفة في البلد أدارت هذه المعركة، بدليل أن النسب التي حصل عليها شفيق في المحافظات ذات الطابع الريفي أرقامها عالية ومتشابهة".

وقال "من ناحيتي سوف أقاطع انتخابات الإعادة، وأدعو لمقاطعتها بصورة إيجابية، أي بالذهاب إلى لجان الاقتراع وإبطال الصوت، لأننا أصبحنا بين المطرقة والسندان بين الفاشية والدكتاتورية، ولا فرق يذكر بين المتنافسين".

إبراهيم عبد المجيد دعا لمقاطعة الانتخابات  (الجزيرة نت)
إبراهيم عبد المجيد دعا لمقاطعة الانتخابات  (الجزيرة نت)

وبدوره، أكد السيناريست يسري الجندي أنه لن يستطيع أحد أن يعيد الاستبداد إلى مصر، أيا كان نوع هذا الاستبداد، لأن قيمة ثورة 25 يناير هي أنها قطعت تماما الصلة بين مصر الآن ومصر السابقة.

وأضاف الجندي -في حديثه للجزيرة نت- أن الرئيس المقبل إذا كان في تصوره أنه وحده سوف يصحح الأوضاع المضطربة فهو مخطئ، إذ لا يمكن مواجهة هذا الارتباك إلا باصطفاف وطني عميق، وهو ما لم نستطع تطبيقه على أرض الواقع طوال الأشهر الماضية.

وأشار إلى أن الرئيس المقبل -سواء كان مرسي أو شفيق- لن يصمد طويلا لأن العبء أكبر منه.

اصطفاف وطني
ومن ناحيته، طالب أستاذ الأدب والنقد في جامعة عين شمس د. حسام عقل بحركة اصطفاف وطني من كل الأصناف السياسية، لإنقاذ المسار الثوري وصد "حملة الفلول الجديدة"، التي تقفز على المشهد السياسي الآن بضراوة.

وأكد عقل -في حديثه للجزيرة نت- أنه إذا ارتقى الفريق أحمد شفيق سدة الحكم -بعد كل هذه الدماء المراقة، وبعد كل هذا القمع الذي واكب الفترة الأخيرة من حكم مبارك، واستمرار إراقة الدماء بعد الثورة- فسوف يعجل تلقائيا بعودة الثوار إلى الميدان، وفقدان المجلس العسكري آخر ما تبقى له من رصيد شعبي.

وأضاف عقل أنه مع قليل من الحصافة السياسية لحزب الحرية والعدالة لتلبية مطالب الثورة، وأن يرفع حقا شعار "المشاركة لا المغالبة"، وهنا يمكن في تقديري الخروج من الأزمة، وأن تعود كتلة التصويت المفتتة إلى التوحد خلف المسار الثوري، الذي لا مجال للتراجع عنه.

دور الفضائيات
ولا يتفق نقيب الممثلين أشرف عبد الغفور مع من يرى أن وصول أحمد شفيق إلى كرسي الرئاسة يعني نهاية الثورة، "لأن أشياء كثيرة تغيرت في مصر الآن".

وأضاف عبد الغفور -في حديثه مع الجزيرة- "إذا وصل شفيق إلى الرئاسة في جولة الإعادة -لا قدر الله- فإن على الجميع أن يتعلم من أخطائه، وعلينا أن نلتفت إلى الدور الخطير الذي تلعبه الصحف والفضائيات الخاصة، وكتابها وضيوفها الذين يتم اختيارهم بعناية، من أجل تسميم الحياة السياسية".

واستطرد "إذا فشلنا كشعب في الحفاظ على النعمة التي أنعم الله بها علينا في 11 فبراير/شباط 2011، فإنه سيكون علينا أن ندفع الثمن باهظا من كرامتنا وحريتنا وأمننا ومستقبلنا".

المصدر : الجزيرة