إبراهيم نصر الله يقدم شهادته بذكرى النكبة

ابراهيم نصر الله والى جانبه القاصة هدى النعيمي - محمد هديب- الدوحة
undefined

محمد هديب-الدوحة

"كان عليّ أن أعمل بقوة الروح، بقوة الذكريات، وبقوة الأمل". هذه العبارة المركوزة في وعي المسيرة الإبداعية للروائي والشاعر الفلسطيني إبراهيم نصر الله هي ما يمنح التجربة هويتها، وهي أيضًا مرآة الفرد وسط جماعته التي عرفت اللجوء في جهات الأرض الأربع والمعاناة تحت آخر احتلال في العالم.

وأمام جمهور كبير في الصالون الثقافي بالدوحة، قدم نصر الله شهادته بعنوان "النكبة والتجربة.. إنسانيا وإبداعيا"، بمناسبة مرور 64 سنة على اقتلاع الشعب العربي الفلسطيني من أرضه فيما عرف بـالنكبة

يستعيد نصر الله ما قاله بطل رواية "زمن الخيول البيضاء": "أنا لا أقاتل كي أنتصر بل كي لا يضيع حقي. لم يحدث أبداً أن ظلّت أمّة منتصرة إلى الأبد. أنا أخاف شيئاً واحداً: أن ننكسر إلى الأبد، لأن الذي ينكسر إلى الأبد لا يمكن أن ينهض ثانية، قل لهم احرصوا على ألا تُهزموا إلى الأبد".

هذه العبارة المفتاحية تصل إلى العنوان الرئيسي لمشروع الكاتب الإبداعي وخصوصا الذي كرسه للرواية تحت اسم "الملهاة الفلسطينية". فهو يمشي في الأرض بالروح والذكريات والأمل، ليبني معمار الرواية التي سيحملها أبناء شعبه، وقد وصفتهم غولدا مائير "لو كان الفلسطينيون شعبا لكان لهم أدب".

خيار الكتابة
قال نصر الله في شهادته إنه منذ البداية أدرك أن الكتابة تحتاج الكثير، ولكي يكون الكاتب مخلصا لها عليه أن يعطيها كي تعطيه. وكان خيار الكتابة في عينه هو الأفق الذي يمكن أن يقدم فيه شيئا لشعبه وإنسانيته.

ولعل أهم مفصل ارتأى الكاتب أن يؤكد عليه كأساس بنائي للمشروع الإبداعي، هو أن "القضايا الكبرى تلزمها مستويات فنية عالية للتعبير عنها، وأن من حق القارئ علي أن يشتري كتابي لأنه جيد، لا لأن يده أو قلبه في النار معي باعتباره فلسطينيا أو عربيا، ولا لأنه متعاطف معي كأجنبي لأنني أكتب عن فلسطين". 

 نصر الله: فلسطين امتحان يومي لضمير العالم

واعتبر نصر الله أن فلسطين امتحان يومي لضمير العالم. مضيفا "لو كان هذا الكيان العنصري مُقاما في آخر جزيرة في شرق هذا الكوكب أو غربه، لكان علينا أن نكون ضده. ضد دمويته، وضد رخص القتل الممنوحة له، من الغرب والشرق وما بينهما من هُلامٍ عربي".

الإعلام
كما عبرت الشهادة عن حزن الكاتب على الإعلام المحيط بالفلسطينيين الذين تحولوا إلى أرقام وفي الغرب إلى أصفار. مقابل هذا يقول نصر الله إن "موت إسرائيلي واحد خسارة للبشرية جمعاء، أما موت شعب بأكمله فيبدو تخفّفا منّا، لكي تكون الأرض أرشق دورانا، وقد استراحت من أكبر كمٍّ من الفلسطينيين!".

ووصولا إلى روايته الأخيرة "قناديل ملك الجليل"، يقول إن من دوافعه لكتابة هذه الرواية أيضا قيم التسامح التي عبرت عنها شخصية ظاهر العمر الزيداني (1695-1782).

وفي هذا السياق أبدى قلقه من ظاهرة التعصب، وإقصاء الطرف الآخر، بالتكفير حينا وبالتخوين حينا، وصولا إلى القتل في أحيان كثيرة.

المصدر : الجزيرة